الخلاق



 

بقلم الأستاذة // عزة عبد النعيم
الخلاق
ورد اسم الله الخلاق في القرآن الكريم في قوله تعالي :
( وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وإن الساعة لآتية فاصفح الصفح الجميل ( 85 ) إن ربك هو الخلاق العليم ( 86) الحجر
و قوله أيضا :
أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (81) يس
الخلاق صيغة مبالغة علي وزن فعال ، من اسم الفاعل الخالق ، فعله خلق يخلق خلقا ، و الفرق بين الخالق و الخلاق : إن الخالق هو الذي ينشيء الشيء من العدم بتقدير و علم ، ثم بتصنيع و خلق عن قدرة و غني ، أما الخلاق فهو الذي يبدع في الخلق من كل الوجوه .
و الخلاق سبحانه وتعالى هو الذي يبدع في خلقه كما و كيفا بقدرته المطلقة ، فيعيد ما خلق و يكرره كما كان ، بل يخلق خلقا جديدا أحسن مما كان ، و هو الذي لا يعجزه خلق شيء ، و هو الذي نفي عن الناس خلقهم لأفعالهم و تأثير الأسباب بمفردها في أرزاقهم ، و أثبت لنفسه تصريف الأسباب و إنفراده بخلقها و تقليبها ، لأنه الخلاق علي الحقيقة ، فهو الذي علم و كتب و شاء و خلق ، قدر كل شيء بعلمه ، و كتبه في أم الكتاب ، و أمضاه بمشيئته ، و خلقه بقدرته ، ثم أمر الناس أن يأخذوا بالأسباب التي خلقها .
و تخلق العبد بموجب هذا الاسم يتجلى في يقينه و إيمانه بالخلاق و مقتضى هذا الاسم ، فيؤمن بكمال علم الله و حكمته ، و أنه الذي يبدع في خلقه كما و كيفا بكمال قدرته ، و إن الله لا يعجزه شيء في ملكه ، و هو سبحانه غالب علي أمره ، خلق الدنيا بأسباب تؤدي إلي نتائج ، و علل تؤدي إلي معلولات ، السبب و النتيجة ، العلة و المعلول مخلوقان بعلم الله و مشيئته ، و قدرته المطلقة علي الخلق ، إضافة إلي ذلك يتخلق بالمعاني الواردة في اسم الله الخالق ،
مع ملاحظة زيادة المبالغة فيها .
اللهم يا ربنا الخلاق ... نسألك صدق العبودية لك و حسن التخلق بمعاني اسمك الخلاق

عزة عبدالنعيم

ليست هناك تعليقات