جذور ثقافية " سيرة ذاتية "

يحيى محمد سمونة/يكتب...........
7 - جذور ثقافية " سيرة ذاتية "
نحو مجتمع عتيد
مذكرات يكتبها: يحيى محمد سمونة
لن أحدثكم عن بذاءة اللسان و سفه السلوك الذي غدا عليه العديد من أبناء هذا الوطن على مختلف أعمارهم و مواقعهم و مراتبهم و انتماءاتهم و مشاربهم و أخص بالذكر منهم جيل الشباب الذي يفترض فيه أن يكون القوة الفاعلة، النشطة في المجتمع!
فالحديث عن ذلك يبعث في النفس المقت، و يحرك كوامن اليأس و الإحباط!
غير أني سأحدثكم عن الجانب الإيجابي في سلوك أبناء هذا الوطن، ذلكم الجانب الذي يعتبر العامل الأهم في استمرارية الوجود و النشاط و الحيوية و الإبداع! ألا وهو جانب الوعي الثقافي المتمثل بقاعدة علمية، معرفية،فكرية
فبحسب اعتقادي أن الوطن الذي نحيا فوق ترابه يملك أبناؤه كل مقومات الوعي و العطاء و النماء و البناء! و أنهم ـ أي أبناء هذا الوطن ـ قد تميز الواحد منهم بملكات و مؤهلات تجعله الأكثر تفوقا على جميع أقرانه في سائر المجتمعات الأخرى 
لكنه و للأسف! فقد و قع أبناء هذا الوطن ضحية مؤامرات تحاك ضده لتقتل فيه روح الثقافة و الوعي العطاء و النماء و الإبداع!
إنني سأقصر الحديث هنا عن المكونات الثقافية التي قام فلاسفة الغرب باعدادها لجيل أمتنا كي يتخلف عنهم النشاط الحيوية و العطاء الطيب المبارك.
اعتبارا من مطلع القرن التاسع عشر بدأت المطابع تأخذ دورها في احتضان الأفكار المريضة و بثها و الترويج لها كي تحول بين الأمة و ثوابتها التاريخية من جهة و بين الأمة و نشاطها و حيويتها من جهة ثانية! فمن حيث العلم باعتباره الركيزة الأهم في البناء الثقافي فإننا نلحظ المحاولات المستميتة لتغيير مفهومه و معناه الحقيقي عما هو متعارف عليه في لغة العرب و قواميسهم!
نعم لقد تم تحريف معنى العلم بشكل كامل و أصبح الناس يعتقدون أن متابعة نتائج الأبحاث و الدراسات و الاختراعات و تطورات التقانة هي العلم!
و قد نجم عن هذا التحريف لمعنى العلم أن سار الناس في طريق الجهل وصولا إلى حافة السقوط! و هذا ما كان حقيقة بالنسبة إلى أكثر الناس في هذا الوطن! حتى بات الواحد منهم عند تسطيره لأمره يتخبط! ذلك أن من يبني علاقاته على جهل لا يكون ندا للذي يبني علاقاته على علم 
و أتابع معكم هذه المذكرة في منشور لاحق بعون الله تعالى لأحدثكم فيها كيف غدا الناس في مدينتي /حلب/ ـ بحكم جهلهم بمعنى العلم ـ بلا وزن ولا محتوى 
دمتم بخير 
ــ يحيى محمد سمونة.حلب ــ

ليست هناك تعليقات