لا شئ يغري




الشاعر عادل عبد القادر //يكتب 


لا شىء يغرى //
أقولُ لبِكرِ
شقيتُ بهجرِ
وقد ضقتُ ذرعاً
بشدوى و شعرى
و ماعاد قلبى
يهبُّ لنصرِ
و لا عادَ يعنى
بذلٍّ و قهرِ
و جوعٍ و قتلٍ
و خزىٍ و فقرِ
و ناسٍ تثورُ
بألاءِ عهرِ
لترضى بقيدٍ
و نهىٍ و أمرِ
فسادٌ فسادٌ
على كلّ مترِ
فمالى أضعتُ الـ
سنينَ بعمرى
و أشعلتُ نارى
و أذكيتُ جمرى
و هيّأتُ نفسى
لصومٍ و صبرِ
و ما فاءَ قومى
و لا اخضلَّ نهرى
سأنضو جنونى
و وهمى و فكرى
و أرتدُّ غرّاً
و يا طيبَ غرِّ
يفورُ لخودٍ
و يغلى لخدرِ
و من تلك يدنو
الى تلك يجرى
- فعسرُ البناتِ
يؤولُ ليسرِ -
و يقضى النهارا
بنردٍ و نقرِ
و فى الليلِ يحكى
يبوحُ بسرِّ
بـ (شاتٍ) وفىٍّ
يطولُ لفجرِ
و يرتدّ صبحاً
لكرٍّ و فرّ
فلا شىء يجدى
و لا شىء يغرى
فإن جاء يومى
و أسلمت أمرى
و أرخيتُ عودى
و أنستُ قبرى
فغطّى الجدارا
بحرفى و نثرى
و شعرِ الصعاليـ
كِ زهدِ المعرى
و رشّى الآديمَ
بطيبٍ و عطرِ
و تبغٍ ردئٍ
و ماءٍ و زهرِ
و كرْمٍ عتيقٍ
و شهدٍ و مرِّ
و صلّى علىّ
بصبحٍ و ظهرِ
و هزّى اِليكِ
بجذعٍ كقفرِ
يسَاقطْ علبكِ
جناحينِ طيرِ
فجوبى المسارا
كطلعةِ بدرِ
و عودى اِليهم
بدمعٍ و طهرِ
و قولى وداعاً
قدِ ارتجّ دهرى
فما عاد يحنو
و لا عاد يسرى
عادل عبد القادر - القاهرة

ليست هناك تعليقات