(غيابك ... )



(غيابك ... )
بقلم : الشاعر إحسان الخوري
أنا وحيد ..
وأنت بعيدة كالكواكب ..
يفصلني عنك نصف فؤادي ..
و عمر كامل من الاحتمالات ..
أجلس مذهولا أهمس وحدي
نصف مغمض العينين ..
أتجرع الحرمان ..
وأرفض آي صلة لي بنفسي ..
ياإمرأة ...
ليس الغياب وحده الرعب عندي
لكنه التعود على هذا الغياب
فأبقى منتظرا عند حافة ظلي
لتخترق جمجمتي نقطة اللاعودة ...
ياإمرأة ..
أيتها الرقيقة ..
الشفافة ..
كجوهر اللاشيء فينا ...
أيتها القوية ..
العذبة ..
كإنفجار نبع في خلسة الظلام ...
سأعود ..
عندما يسيل الكحل من عينيك
سأعود ..
كالدمع سأعود ...
عند صراخ خلاياك ..
وعندما يتجاوز الحب ذاته
يتدلى العشق على كتيفيك
ينساب حرير صداك على ذراعيك
ويعكس جبينك آخر أشعة الشمش
عندها سألملم الورود لك ..
من المشارق ..
من المغارب ..
وأعود لأزور شفتيك ..
لأمارس اللمس عند شفتيك ..
أقبلهما ..
وأدثرهما بشفتي كالأم الحنون ..
فهما أجمل من أن تحتويهما الكلمات
شفتيك ليست مجرد توصيف ..
ولا يقيدهما التعريف ..
ليس هما ألوان وأشكال ..
ولا خلقت لتعزف عليهما الألحان
ومن قال أني أصفهما شغفا ..
فهما إبنة الحب الصغيرة المدللة
ووصايا الحواس تقول لي ..
قبلة قبلة حتى تنتهي الأرقام
فترضى شفتاك ..
تسمح لي ..
تأويني ...
فأنظر عميقا في عينيك
أبتسم ...
أروي لهما قصة عشقي القديم
فتميلي رأسك يمنة ويسرة
يتدلى شعرك الاسود ..
فوق الجبين ..
أسود بعمر الليل ..
يلمع كجسدك الأملس
ومع إلتماعة عينيك يزيد
ويلتمع ..
يتهدج ..
يتطاير ..
كعطر فرنسي من النوع الفاخر ..
فأتطلع مذهولا ..
ياإلهي ..
كم هناك من اللغة الصامتة...!
أهز رأسي محاولا تحريك الوقت
فيأتيني رحيقك إنسيابا ..
يصيبني بالخدر ..
وينتشر في كامل الجسد ..
أنظر شامة جيدك ..
تنسكب الاحلام مني همسات
فأسافر كالدخان ...
وأتوهج مثل لمبة صفراء ..
أنظر مشابك شعرك الملونة ..
لا أنسى ملابسك الداخلية المعطرة
فينعكس المشهد على المرآة ..
في المشهد كنت تترجي بقائي
وكنت أنا أرجو عندك البقاء ...
لكن عقيدة الرحيل تقول ..
إن الغياب هو سببية الحضور ..
فحضور بهاء أنوثتك هنا ..
يفرض وجودي الراهن ..
ويستلزم منك الغياب ....

ليست هناك تعليقات