المتكبر

 
 

بقلم الأستاذة // عزة عبد النعيم
المتكبر
لم يرد اسم الله المتكبر إلا في موضع واحد و هو قوله تعالى :
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23)
المتكبر في اللغة اسم فاعل ، و فعله تكبر يتكبر تكبرا ، و هو الموصوف بالكبرياء .
و المتكبر سبحانه و تعالى هو العظيم في ذاته و صفاته و أفعاله ، القاهر للطغاة من خلقه ، فإذا نازعوه العظمة قصمهم ، و ذلك التكبر صفة كمال تليق بجلاله سبحانه ، قد تعالي عن النقائص ، و عن كل سوء ، فتكبر عن ظلم عباده ، و عن قبول الشرك في العبادة ، فلا يقبل منها إلا ما كان خالصا لوجهه ، و يري كل ما سواه عبدا ذليلا بالإضافة إلي ذاته ، و لا يري العظمة و الكبرياء إلا لنفسه ، هو الملك الذي لا يزول سلطانه ، و له مطلق الإرادة ، فلا يجري في ملكه إلا ما يريد ، و يتصرف فيه بما يريد ، في من يشاء ، و يذل من يشاء ، و يعطي من يشاء ، و يمنع من يشاء ، تعالي عن صفات خلقه ، و كمل في ذاته و صفاته و أفعاله .
و تخلق العبد بموجب هذا الاسم يوجب عليه نفي الكبر عن النفس بالتواضع ، و نفي الشرك عن الفعل ب الإخلاص ، و الإقرار لله تعالي بالألوهية ، و لنفسه بالعبودية له ، و أن يكون دائم التذلل و التضرع للمتكبر ، و لا يغتر ، و لا يعتز بالمال و الجاه و النسب ، و لا ينازع الله تعالي رداء الكبرياء و العظمة ، و لا يبطر لإقبال العز و النعم ، بل يطأطيء الرأس شكرا لله عليها ، و يحذر من العجب بها ، و لا يري لنفسه فضلا علي أحد ، حتي علي من أحسن إليه ، و إذا سولت له نفسه التكبر ، فليتذكر أصله ، فإنما هو ماء مهين ، و يتفكر في نفسه و يعرفها ، و لا يتكبر علي نعمة من نعم الله تعالي ، و شعائره ، بل يشكرها ، و يعظمها ، و لا يخاف أحدا مادام مع المتكبر .
اللهم يا ربنا المتكبر .. نسألك صدق العبودية لك و حسن التخلق بمعاني اسمك المتكبر .
عزة عبدالنعيم

ليست هناك تعليقات