نحو عالم أفضل ٢٩

  أيمن غنيم / يكتب


نحو عالم أفضل ٢٩
للكاتب أيمن غنيم
اشد وجيعات الانسان هو الخداع وخاصة ممن هم اقرب إليك .وتتوارى بداخلك احاسيس التناقض وتتأهب بداخلك كل نوازع الانتقام ومنطق الثأر لكرامتك وكبريائك
ثم تفاجئ بان هناك صلة حميمية تربطك بين منتقيميك .ويحول بينك وبين انتقامك .
الخوف من الله واختراق حواجز شريعته . وكونك مؤمن موحد بالله ينتابك إحساس التسامح او العدول عن طاولة الحوار او مأدبة عتاب مع من خانوك أو خدعوك و تلاعبوا بواقعك المؤلم والتطفل عليه مخترقين كل حواجزك .
وانت بلا حراك أو بلا أدنى مقاومة وساعتها يولد بداخلك احساس الرضوخ والاستسلام لواقع هو أشد رعبا وقلقا وسوداويه . لكنك تدرك ان كل العطايا وكل المعانى الراقية التى كنت تظنها أمجاد حب وأعراق دم .
وأمنيات هى الأرقى والأقوى والتى تشعرك الأمان فى خضم حياة بلا أسوار تحميك وكنت تظن أنهم هم أسوار حمايتك وهم أولى من تلجأ إليهم كى يضمدوا جراحك ويوقفوا نزيف الانتحارية عندما تغلظ الدنيا على كل معنوياتنا .
وتصبح عاصفة تهز كل الأرجاء وتعبث بمخيلتنا وتهدم كل مثالياتنا وتعود بنا إلى الجاهلية بكل معانيها . وتختفى أنذاك كل معاول البناء وتنتحب مبادئ الدين وتنتهى مدلولاته وتبقى فقط شكلياته خاوية من احاسيس الصدق . وتصبح مجرد هلاميات لا واقع لها ولا أساس .
وتصبح الاخلاق بلا معية ولا مصداقية بل إلى زوال وساعتها تصبح الخيانة دهاء ويصبح الخداع ذكاء .
والغريب كل الغرابة ان الناس تتعامل بطلاقة شديدة وحرفية عاليه رغم ان كل منهم يدرك نوايا الأخر ويعرف مافى رأسه من خداع ومكائد .
ويمارسون حياتهم بتلقائية شديدة .ويضمر كلاهما للأخر حقدا دفينا ويحتاط كل منهما من الأخر كحيطه الاعداء بعضهم لبعض . وتمر الأعوام وتمر الأيام ولا ينمو بداخلهم سوى احساس الانتقامية التى ينتظره كل منهم عندما تحين الفرصة له .
أى حياة هذه .
فالموت اكثر املا فى ان تعيش مثلها . وكلنا نتعايشها يوم بعد يوم . ونخدع أنفسنا بأن الخير قادم . اى خير ينتظر من نفوس شريرة كهذه . وتنتكس الحياة يوما بعد يوم ونعود إلى خيبة الرجاء وتضيع متع الحياة فى إقتناص كل مباهجها خلسة وحراما .
ونقف حيارى تائهين فى خضم سنين وسنين ونحن بلاحراك للأفضل ولا ندرك قيمتها. ولا حتى نتعلم كيف نعيش أحلى مافيها متلذذين بالغبطة التى تنتابنا فى الخيانة والشرود نخو ماهو ممنوع . وبتلك المعانى نكون قد اجهضنا كل احاسيس الثقة والأمان بيننا . فلا مناص ولا أمل ولا حياة بلا أمان . فعودا إلى دينكم ترقوا وترتقوا .
بقلم أيمن غنيم

ليست هناك تعليقات