الباريء


 


بقلم الأستاذة // عزة عبد النعيم
الباريء
ورد إسم الله الباريء في موضع واحد ؛ هو قوله تعالى :
هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ( 22 ) الحشر
الباريء في اللغة اسم فاعل ، فعله برأ يبرأ برءا و برء .. بضم الراء .. أي خلا من العيب ، و تنزه عن النقص ، و البرء. . بفتح الباء و ضم الهمزة ..أي الخلق .
و الباريء هو المنزه عن النقائص في ذاته ، و صفاته ، و أسمائه ، و أفعاله ،
و هو واهب الحياة للأحياء ، الذي خلق الأشياء صالحة و مناسبة للغاية التي أرادها ، يتم الصنعة علي وجه التدبير ، و يظهر المقدور وفق سابق التقدير ، و هو الذي أبرأ الخلق ، و فصل كل جنس عن الأخر ، و صور كل مخلوق بما يناسب الغاية من خلقه ، و خلق المخلوقات علي أتم وجه ، فمخلوقاته سالمة من العيوب و النقص ، كما في إحكام بناء السماء ، و إنبساط الأرض ، و جريان الأفلاك ، و عظمة البحار ، و أسرار خلق الإنسان ، و ما فيه من العجائب ، إضافة لغيره من الكائنات الحية من الإبل و غيرها ، و في هذا الإسم سائر معاني إسم الخالق .
و تخلق العبد بموجب هذا الاسم يستلزم تنزيهه عن الشريك ، و الولد ، و كل نقص في ذاته ، و صفاته ، و أفعاله ، و أن يبرأ الي الله من كل شهوة تخالف أمره ، و من كل شبهه تخالف خبره ، و من كل ولاء لغير دينه و شرعه ، و من كل بدعة تخالف سنة نبيه ، و من كل معصية تؤثر علي محبة الله و قربه و رضاه سبحانه عن عبده ، كما أنه ينبغي علي العبد أن يتقي الله في عمله ، فيخلص فيه و يتقنه ما استطاع ، و أن لا يشتغل بصنع المجسمات التي شاع عملها ، و إعتبرت فنا ، و قد حرمها الشرع الحنيف ، و لا يرسم الصور التي فيها روح ، لأن في ذلك مضاهاة لخلق الله ، و يستدل علي الباريء بإتقان خلقه ، و يكثر من التفكر في مخلوقات الله و أسرارها .
اللهم يا ربنا الباريء ... نسألك صدق العبودية لك و حسن التخلق بمعاني اسمك الباريء .

عزة عبدالنعيم

ليست هناك تعليقات