غابه من السيقان

ندى محمد

لا أمدح يوم تلك الأقلام

وأستمد قوتي من ما يسمي الذكران
فعشت سنوات في غابة السيقان
فكم منها يرتدي افخم الأتواب
وعيدان ماتسوي الا ملاليم من المال
وفخامة العيون ورائها عوادم دخان
فشكت النعال وجوههم 
فبأي ذنب تصفعههم
فهدمت الأقلام صوامع الخرفان
في شق الساق وصدر أمير النهران
وعدت جالسة بالمقعد المخالف
يعيبنا الزمان علي جحود التراب
لا يواري رفات غيرشخص واحد
فهو لا يسمي الا الزعران
فوضعت في درج خالي جميع قصائدي
فباتت باكية علي أوراق تساقطت
وداست عليها نعال الجديان
كانت تحدق عيني علي زجاجة عطر فرنسية
فأغتال التراب مع لحن أغنية
اكوام من الرزازات خالفتني
ووضعت رأسها كالنعام في رمال مخفية
فقطعت وحجزت أنفاسي في كهف خالي
من البشرية 
ومحوت كل رسمات الوجوه بعيوني 
قبل ان يدوس عليها قدم عنكبوتية 
فما يهمهم الا راحة رجل ليس له بيت
ولا أمنية 
تناثرت الاقدام مخاصمة خواطر جارحة
كتبتها وانا عارية بلا ثوب 
وبنيت عليها بيت كبيت اللهو 
وما يمضي الا كهل متصابي بالعقل
ذاب خمر محرابي في كآس بلا طعم
فما بعد العمر نخدع الاقدام 
في غابة من السيقان 
أبددها بغير حساب 
امرآه وطفل ورجال
فخمائل مهجتي دعت علي اقدامي 
فأتت عليها اللعنه 
وتركت عقاب السيقان العارية 
والبغضاء و اكل الربا وحق اليتيم
فخروجي من جنتي فجأه الشك بالأيمان
من يعطي الحق بلا ثمن 
فقد يمضي بطريق الندمان 
بل جميعا سنمضي كما جئنا
اينما يطول الزمان والمكان 
ويرضخ الطوفان امام كبار االسيقان
فعقاب الزمان لن يرحم قصير المقام
وان شهد علينا نعل من النعال
قد تتحطم الاصابع بالاقدام
ويأتي علينا ملل في ليلنا
وتجف الاحبار من الاقلامنا
ويبقي الخد باكيا علي تلك الغابات
والسيقان
ماعدت امدح جبان من الذكران
بل امدح ساق من السيقان 

ليست هناك تعليقات