أسميتك (الشّامُ)
د.مالك الحزين الرفاعي/يكتب............
القصيدة: أسميتك (الشّامُ)
شمّت
فاستشمت بها الأيامُ
معالجة الخلد
ما مثلها شامُ (شامخة)
شمّت
عذارى الكون
شذايا سعدها
فتسمّت باسمها
واسمها
(الشّامُ)
شَمِتَ
العدوّ من كبوةٍ لها عرضت
خاب الشمات
و خاب كل من شاموا (ظلموا)
شرخت جدار المجد
و هي عريقةٌ
أمّ الملاحم
أمَّت بها الأعلامُ
يا أول سنبلة قمحٍ
أينعت قبل سبعة آلافٍ
من مولد المسيح ترنمها
عليه السلامُ
يا مهوى فؤاد العالمين
و الفاتحين
إذا للباغيات أعدوا
بها الإقدام
قلوب الشرق تعبق في هوائها
قلوب الغرب تطمع أن يقامو
أمَّ بها كلّ فذٍّ نبوغ و عالمٍ
و سايرت كلّ الطغاة
حتى قبروا
فما ناموا
على الضيم ينام كل
جواظٍ متعجرفٍ
أخو الجرائم في ظلمه
هاموا (ساروا بغير هدى)
لا الرب يرضا ما يقومون به
حتى الخلائق
فلاعنٌ ساموا (ما جاؤوا به)
تنفي الخبائث و لو بعد
دهرٍ معمّرٍ
إختارها الله قبلاً
ودٌّ و أنسامُ
ملاعب الحسن
يغذي حسنها ثملٌ
من الأعناب نبيذٌ
طيفه راموا
تنضّد الورد مرصوفاً
في مرابعها
روح الياسمين أضفى
ما شأنه اللّامُ (اللّأم)
الرياحين تنسكت في شوارعها
تكللت بالغار
فغيرها لاموا
العطرة شئٌ أستجمّ بعطره
يذيب القلب
فيذهبه
الإعدامُ
لمّي جموع الطيب
مثلك العَطِر
تبارك الذي أزكاكِ
أنسامُ
أباهية الخدين
يا روح الندى
خدّك التفاح
فاح لهم
حاموا
مهما يحومو حولكِ
عبثاً
يظل الشذى يسري
و التوت لظّامُ
بكِ الزيتون سما في كل زاريةٍ
و أول زيتونة أثمرت
كما اللّيمون
يريح كل من هاموا (عشقوا)
ينادي من حمص ابن الوليد
يجيبهُ
صلاح الدين
للقدس إيلامُ
يحتفل الشهداء بعيد حبهم
عند المليك
إن ناداهمو قاموا
نبيٌّ
و سبط نبيٍّ
و غيرهم كثرٌ
نقّاهمُ الله الحقّ
و هو علاّمُ
لمثلك قد أحنّ
حبّا
صبابةً
أنت الصّبا
و غيرك السامُ (الموت)
غناء فرعاء لا ينقضي
رضابها
شهد الغانيات
ما به سام (سأم)
يظل العذب في فياكَ يا بردى
يغازل اليرموك
لا يجري به السّام (من السمّ)
ستظل طوداً يا قاسيون برفعةٍ
لن يثنك الجزّار و كل من ضاموا
غناك روحي و لاعجي و مهجتي
غناك خاطري و الودّ بسّامُ
سمّوك لأجل ذاك الشأوِ شامٌ
و أنا كذلكِ
أسميتكِ
(الشّامُ)
ريشة
الدكتور مالك الحزين الرفاعي.
ليست هناك تعليقات