قصة نبي الله إبراهيم عليه السلام 2
عزة عبدالنعيم/ تكتب................
قصة نبي الله إبراهيم عليه السلام 2
وقرر إبراهيم الهجرة من هذه المدينة لأنه لم يؤمن به سوى زوجته سارة وابن
أخيه لوط عليه السلام وهاجر إبراهيم ومعه زوجته سارة وابن أخيه لوط وأخذ
ينتقل من مكان إلى مكان آخر حتى استقر به الحال في فلسطين فظل بها فترة
يعبد الله ويدعو الناس إلى عبادة الله وإلى طريقه المستقيم ومرت السنوات
ونزل قحط بالبلاد فاضطر إبراهيم إلى الهجرة بمن معه إلى مصر وكان يحكم مصر
آنذاك ملك جبار يحب النساء وكان له أعوان
يساعدونه على ذلك فيقفون على أطراف البلاد ليخبروه بالجميلات اللاتي يأتين
إلى مصر فلما رأوا سارة وكانت بارعة الجمال أبلغوا عنها الملك وأخبروه أن
معها رجلاً فأصدر الملك أوامره بإحضار الرجل وفي لحظات جاء الجنود بإبراهيم
إلى الملك ولما رآه سأله عن المرأة التي معه فقال إبراهيم : إنها أختي
فقال الملك : ائتني بها فذهب إبراهيم إلى سارة وأبلغها بما حدث بينه وبين
الملك وبما ذكره له بأنها أخته فذهبت سارة إلى القصر ولما رآها الملك انبهر
من جمالها وقام إليها فقالت له : أريد أن أتوضأ وأصلي فأذن لها فتوضأت
سارة وصلَّت ثم قالت : ( اللهمَ إن كنت تعلم أني آمنتُ بك وبرسولك وأحصنت
فرجي إلا على زوجي فلا تسلط على هذا الكافر ) فاستجاب الله لها وعصمها
وحفظها فكلما أراد الملك أن يمسك بها قبضت يده فسألها أن تدعو الله أن
تُبسَـط يده ولن يمسها بسوء وتكرر هذا الأمر ثلاث مرات فلما علم أنه لن
يقدر عليها نادى بعض خدمه وقال لهم : إنكم لم تأتوني بإنسان إنما أتيتموني
بشيطان ثم أمر الخدم أن يعطوها هاجر لتكون خادمة لها فعادت سارة إلى زوجها
دون أن يمسها الملك فوجدته قائمًا يصلي فلما انتهى نظر إليها وسألها عما
حدث؟ فقالت : إن الله ردَّ كيده عني وأعطاني جارية تسمى هاجر لتخدمني وبعد
فترة رجع إبراهيم إلى فلسطين مرة أخرى وأثناء الطريق استأذنه ابن أخيه لوط
في الذهاب إلى قرية سدوم ليدعو أهلها إلى عبادة الله فأعطاه إبراهيم بعض
الأنعام والأموال وواصل هو وأهله السير إلى فلسطين حتى وصلوا إليها
واستقروا بها وظل إبراهيم عليه السلام في فلسطين فترة طويلة.
وأحب الله إبراهيم عليه السلام واتخذه خليلاً من بين خلقه قال تعالى : (
وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيل ) وذات يوم أراد إبراهيم أن يرى
كيف يحيي الله الموتى فخرج إلى الصحراء يناجي ربه ويطلب منه أن يريه ذلك
قال تعالى : ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي
الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ
قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ
ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ
يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )ففعل
إبراهيم ما أمره ربه وذبح أربعة من الطيور ووضع أجزاءها على الجبال ثم عاد
إلى مكانه مرة أخرى ووقف متجهًا ناحية الجبال ثم نادى عليهن فإذا بالحياة
تعود لهذه الطيور وتجيء إلى إبراهيم بإذن ربها.
وكانت سارة زوجة
إبراهيم عقيمًا لا تلد وكانت تعلم رغبة إبراهيم وتشوقه لذرية طيبة فوهبت له
خادمتها هاجر ليتزوجها لعل الله أن يرزقه منها ذرية صالحة فتزوج إبراهيم
هاجر فأنجبت له إسماعيل فسعد به إبراهيم سعادة كبيرة لأنه جاء له بعد شوق
شديد وانتظار طويل وأمر الله عز وجل إبراهيم أن يأخذ زوجته هاجر وولدها
إسماعيل ويهاجر بهما إلى مكة فأخذهما إبراهيم إلى هناك وتوجه إلى الله
داعيًا ( رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي
زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ
فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ
الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ) ثم تركهما إبراهيم وعاد إلى زوجته
سارة وذات يوم جاءت إليه ملائكة الله في صورة بشر فقام إبراهيم سريعًا
فذبح لهم عجلاً سمينًا وشواه ثم وضعه أمامهم ليأكلوا فوجدهم لا يأكلون لأن
الملائكة لا تأكل ولا تشرب وهنا أخبرت الملائكة إبراهيم بأنهم ليسوا بشرًا
وإنما هم ملائكة جاءوا ليوقعوا العذاب على قرية سدوم لأنهم لم يتبعوا نبيهم
لوطًا وبشرت الملائكة إبراهيم بولده إسحاق من سارة وكانت عجوزًا فتعجبت
حينما سمعت الخبر فهي امرأة عجوز عقيم وزوجها رجل شيخ كبير فأخبرتها
الملائكة أن هذا هو أمر الله فقالت الملائكة : ( قَالُوا أَتَعْجَبِينَ
مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ
الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ).
عزة عبدالنعيم
ليست هناك تعليقات