الرسالة 5 ** أريج الضياع **
هند بومديان/تكتب.................
الرسالة 5 ** أريج الضياع **
***************************
أكتب لك الآن خطابي هذا...
في غمرة التأرجح بين روح الحضور و جسد الغياب....
و ليل موحش يحمل في جعبته الكثير من االإستفهامات ..
أولها هل توصلت ياقدري الأعظم بخطابي....
هل طالك شبح حروفي....
أشرع الآن أبواب قلبي من جديد.....
و أدنو بقلمي من لهيب جنوني لأملاه........
بتوق أعياني في غيابك......
ف أخط سطور الحنين بلهفة.......
يسقط شعوري... ...
تتوه افكاري....
تعصاني حروفي....
و تسألني لمن توجهين هذا الخطاب ؟
و ماذا تنوين الكتابة فيه ؟
و هل يا ترى يقرأ سطورك ؟
بعمق الفكرة أجثو على صدر مشاعري...
و بلهيب الصبر أجمع أحاسيسي لأزلف الى محراب الإنتظار....
و أخط لك يا بعثي تمتماتي هاته....
لأخبرك أن غيابك هو حضوري المعتاد ...
و أن حضورك يلغي وجودي و يمارس ساديته و غروره و عجرفته على كياني....
أكتب لك الآن بملئ جنوني و انجرافي ....
لأخبرك أن الآماني لم تكن عقيمة كما كنت تعتقد...
و أن الأحلام لم تكن بخيلة كما ظننت...
بل ما أنا صرت أنا ... ..و لا أنت عدت كما كنت....
تشويش يلف عقلي.... يهز أوتاري.....
و نبض مختلف يسطو على صهوة وجداني هذا المساء....
فيحلق بي عاليا....إلى ما وراء الشعور .....
ليعلن ثورة موشومة بالأنا في الأحشاء.....
كشيء يشبهني و لا أفهمه....
كشعور يتملكني و لا أشعره.....
و مخاض يولد في نفسي .....
ألف حزن و فرح.... يهز أوصالي....
بعمق الفكرة....
و بحدة الوجع.....
في زاوية مظلمة من ركن يقيني بوجودك ....
ليرسلني إلى زاوية أخرى مكتظة بغيابك ....
اصرخ هاربة منه....
فيحاصرني.....
ليجتاح صدري....
و يحصد الشوق و بذوره المتناثرة في أعماقي....
فأجد قلبي يستنشق زفير الحنين بحزن.....
و يتهادى مترامي الأطراف على أريكة الضياع ....
فيتنهد .... يلتحف الوجع و يهذي....
و قد طالته فيزيائية الجنون....
ها هو الآن يخط اشواقا تكبد عنائها طويلا...
يغترف أنينها.....
عله يبوح بسر هذا الوجع...
أكتب لك الآن ياقدري ...
و أنا أقف على ابواب البوح حائرة ... ثائرة .....
أعري وجه الجرح الذي لا ينبلج ضيائه ....
أمسح تفاصيل الغياب......
و أقبل جبينه بحرارة مستعرة.....
ثم أرسل أنفاسها على بساط اللهفة......
من هنا من السلطنة المغربية.... ....
موطن المشاعر و بلاد الحلم....
أجرجر الأماني و أرتدي ماتبقى مني على جزر ضياعي...
و أنسكب على أرضها الوعرة...
لأخبرك أنني بخير ... الولاية بخير ...وكل المشاعر لازالت تخضع لك ...
أصبت مؤخرا بوعكة صحية بداء فقدانك ....
ثم تشخيص الداء لكن كل المسكنات لم تأتي بنتيجة .....
عدى ذالك ... كل شيء على مايرام ....
أحيانا أسمع رياح بعدك تعبث بتفاصيلي....
تقيم نسك العشق المتمرد على آناتي....
و تزفر بصخب ولهي في الفضاء ...
لأفقد توازن نبضي...... أتناول عقاقير من هذياني ...
و كل ما أتذكره هو تاريخ لقاء بعيد سافرت انا اليه.... فصرت أسكنه قبل أن يسكنني....
كن بخير يا أنت.. ياتاريخا يجتاحني بلا أرقام....
يا عمرا تارة يسحبني و أخرى يتخللني كما الأحلام....
لن أطيل عليك .....
س أترك لك هنا سلامي و هيامي ....
و أوقع لك ......... بعشقي الأكبر .....
من ديوان رسائل في الزمن الصفر
بقلم هند بومديان
الدار البيضاء المغرب
ليست هناك تعليقات