حياة الموت
رسمية رفيق طه/يكتب...................
====بسمة الصباح=====
-------حياة الموت----------
حملت سيدة بتوأمين ومرت الأسابيع والأشهر ليكبر الطفلين في رحمها حتى وصلا إلى مرحلة أصبحا قادرين على التفكير بحياتهما المملوءة بالسعادة والرخاء خاصة حينما شاهدا ا لحبل الممتد إليهما من والدتهم والذي يمدهم بالطعام ---فانبرى أحدهم قائلا": انظر يا أخي إلى تلك الحياة فإنها في غاية الجمال والروعة وشاهد عطف والدتنا فهي تشاركنا طعامها دون أن تطلب منا أي شيء فأنا غير راغب في الخروج من هنا -فالحياة جميلة ولا ندري شيئا" عن الخارج وقد تكون مليئة بالمنغصات والعذاب وقد لا تكون هناك أم لنا إلا في خيالنا فرد التوأم عليه وقال : الخروج من هنا أمر حتمي وحياتنا في هذا المكان تكاد تنتهي ولابد من الخروج كما خرج غيرنا ولم يعد إلينا ليخبرنا عن طبيعة وشكل الحياة التي سافر إليها ليجيب على أسئلتك هذه -ولكن من المؤكد بأن هناك أم تنتظر خروجنا إليها وهناك حياة أجمل من هذا المكان فلا تثر اهتماما" لذلك الأمر وعش حياتك الحالية برضى وخير حتى يأتي موعد الخروج وترى الغيب واقعا -والمجهول معلوما"-ولكن يا أخي –اصمت ولا تثر جدلا في موضوع لا تملك فيه أرادة وأنظر ليومك هذا وحين تخرج من هنا سترى الحياة الأخرى وقد تكون أجمل وستشاهد أمك لأنها موجودة وهي تنتظرنا بفارغ الصبر---
هذه هي صورة الولادة والحياة ----هذه سنة الدنيا وهي نفسها صورة الموت –صورة الواقع المجهول والمعلوم –صورة كل الحياة بكل تساؤلاتها وألغازها فيمكن القياس عليها أو الاقتباس منها كمنهج لسلوك في رحلتنا منذ حياتنا الأولى كأجنة خرجنا بالموت إلى الدنيا حياة" وبالموت سنخرج منها إلى حياة ثانية أبدية –وبالتالي فيا أبن ادم احذر القلق لأنه لن يحل أي تساؤل بل سيدفعك إلى كدر وهم وتعب في عمرك -------
----------صباح الحياة
---------------المحامية رسمية رفيق طه-سورية—4-1-2017
ليست هناك تعليقات