دون عنوان




الاديب الاستاذ لطفي لطفي / يتب ....
دون عنوان ★
لازالت كلماتها تطاردني ،تسكن وجه قلبي وتضاريس فؤادى ،سياط تلهب ظهرى وتمزق حنايا اضلعى ،وخناجر تمزقنى ...تفر مني معاني السؤال والجواب. تجتاحنى المفردات ،تغتالنى الالفاظ ،تتلاشى العبارات كسرب حمام شقه طائر كاسر في رحاب السماء.
نعم رأيتها تقف الى جانبى امام عبد الهادى بائع اللبن مفتخرة بفتوتي ورشاقتى ..ولباقة لسانى ،،تتباهى امام صديقاتها بنفسها ولسان حالها يود تقديمى الي رفيقاتها كشريك ابدى لصفحات العمر ..لطالما كانت تحسبني اطهر من ماء المطر وارق من الهواء الذى تتنفسه 
وعلى حين غفلة اشتد الصراخ والبكاء وتعالت اصوات القنابل والمتفجرات واذا بيد تمتد نحوي توقظني من نومى ليتبخر حلمى ..نعم انها يد اختي الكبري ترتب على رأسي وتدعونى للالتحاق بالملجأ ..لقد عاد القصف من جديد..وحلقت الطائرات وتحطمت الجدران والنوافذ..سارعنا الى المخبأ بعد ان اخذت ما خف وستر من الثياب ..وركظت دون حذاء..
رحم الله ذلك الحذاء الذى تفانى واخلص فى الحفاظ عن قدمى حتي بعد ان كبر وصار نحو التمزق وذوائب المسامير تغرز في احشاءه وهاهو الان يتواري كما بيتنا خلف الركام..
شعرت انني بدأت حقا فى الحلم بعد ان استيقظت من النوم على رعود القنابل ..وتحليق المقاتلات..وزغاريد الشظايا 
وقلت لنفسي التى مازالت تشيع جنازة الحلم الجميل،.. اشكر نومي ..اشكر يقظتي ..
ايا عقلي الشريد..المحنط...المضطرب ..الجريح النازف..الذبيح على ذكرى الالم ولوعة الفراق 
ايا قلبي المتعالى ..الرابض صلب الجراح ..كم انت عنيد حتى في منامك ...حيث رحلت حبيبة العمرالى الرفيق الاعلي .. اخذتها يد الغدر ..الي مقعد صدق عند مليك مقتدر ...وتركتك وحيدا...لا احد سواك..وبعض من صخب الاندثار..واجوبة يصعب عدها  حتى على القانتين في الموت..
واملي الوحيد ان يحل الظلام...يفر الارق ...وياتينى صوتها من هناك ...من وادى الاموات...بل من وادى الاحياء..من ثقب الظلام مترنحا عبر امواج الحب وامواج الذكرى..عبثا احاول ان اكتنز من طيف صوتها شيء 
عبثا يا صديق الالم..عبثا يا رفيق الازمات
عبثا يا صنيع الطعنات..
فالعمر قحط وجفاف ..والحلم ضمأ ويبس وحريق...وحبيبتك مثقلة بالحب ،بالاسئلة ..بالمواعيد...تنعم بالنوم هناك
في اصدق الامكنة على الاطلاق....
......ومازالت كلمات صغيرتى تطاردنى...هجع ..وجع...سياط تجلد ظهرى وخناجر تمزق احشاء الفؤاد.......تبا للحرب وللحب..تبا للحزن وللاشلاء...
....من وحى الخيال.
القلم المتواضع ،العبد لله :لطفي ★

ليست هناك تعليقات