{ مملكة العسل }


علاء الغريب /يكتب.................
{ مملكة العسل }
من تحت قبة عالمكِ الصامت

 عبرت بوابة داخلكِ 
رُسم على قوس مداخلها
صورة لـ آدم وحواء
وزهرة تقطر عسلاً وتفاحة حمراء
قطعت الى نصفين
نقش أعلاه 
( لا حياة دون أمل )
مشيت .. ومشيت حتى طال المسير 
وقطعت أنهر أنفاسك البيضاء
فـ حطني الرحيل داخل غدير 
تشرب من مبسمه عنقاء
 نظرت الي نظرة إشتياق 
ثم فرّت وأتجهت نحوى نفق
لاحقتُ ظلالها عبره حتى أخذني مساربها
الى مقصورة حمراء
ينبعث من طبولها العائمة نغم
كُتب على جدرانها بعض الطلاسم .
وجملة .... أسفلها نُحت سيف وكأس خمر
( أمشي الى جنات عدن 
قبل ان يقطف ورودي سيف الزمن ) 
وفي بحر المقصورة
صفين من الشموع تتراقص آخر أنفاسها
وسجادة أوراق ورود غفت عليها الأيام
تؤدي الى نفق مسدود 
أخذني كل هذا الى التساؤل 
لم أفهم معناها
مشيت ولحقت شذاها
فـ إستقبلني وجه من نار في اقبية خمركِ 
نزع منديله 
تحرر من ليله 
فبانت أوراق التفاح
تغتسل شوقاً بسيف الأنتظار
شدني إليها عطر عنبرها 
قالت .... أنتظرتك مملكة العسل
عشرون ربيعًا 
فشهدها قد فاض وأصبح أنهاراً
تنتظر يعاسب عشقك 
كي تغزو مملكتها العائمة
وتحطم جدار إنتظارها القاتل 
فأنا أميرة زحف شوقها
على بساط ربيع عمرها
وهام بها بحر أنوثتها
فـ أقطف شهدها يا أمير البحار
وأروي زنبق شرايني
فـ أنفاس محيطك كل يوم
كانت في غربتك تأتيني 
تشق عباءة ليلي تتغلغل فيني
تعبث بـ كل مكونات تكويني 
........ تقدم 
شُق سكوني فلن تندم
فقد طال انتظار موتي 
وقد جاء اليوم لـ تحييني
..... تقدّم أقطف جميع تفاح أنوثتي
ودع جوعك يقطف ما شاء
 ويلملم حرير نعومتي 
وإجعل من سحابة عشقك الدافئة أمطاراً 
تروي خلجان ينابيعي 
إقترب ... وأسقي أشجار بساتيني
فتفاحي من صقيع كهفه تجمّد
وجمر الشوق من الأنتظار ترمّد
فكل ما شئت من تفاح أنفاسي وأحيني
 تقدم .. لا تكن حلماً 
...... كن مطراً
كن فجراً
كن في داخلي رَعداً
كن بخور في معبد 
يتسلل طيب خيوطه 
في واحات سنيني
دعني أمارس على مذبحك 
جميع طقوسي
واقرأ على جسدك 
فصول من نصوصي
وأرسم على لوح صدرك
فراشات مجنونة من عشقي
.... أنثر في ليلك بريقي
دعني أسرق ألحان جسدك
وأعزف سمفونيتي حتى آخر الرمقِ
لـ تتعالى أنفاسي وأنفاسك الى سقف السحبِ
 فـ تمالك الان أنفاسك 
 ودعني أغرق الان داخل متاهتك 
ِأخلط ألوانك مع شوق الواني 
.... أشكّلك ....تارةً أرسمك جنون بحر ...
وطوراً وجه قمر ... او قنديل سهر
... او ربما نجم زحل
عناقيد خمر .... حبات جمر من القبل 
... واحة وشجرة نخل 
الملم من شفاهها حلاوة الرطبِ
صرخة شغف ....
حرف عطف
أنشودة عزف
فـ أقترب يا سيد القلب .... أنتعش 
.... لقد بدأت ساعة النزف
فإن المسافة بيني وبينك
أصبحت أقرب من العين لـ الرمش 
وأشجاري تفيض بالثمار
والروح أنهار
يهزها الشوق اليك
فأنا اليوم آهات ليلك
 وصهيل خيلك 
فخذ ما شئت من ثمار صهيلي
قبل أن يأخذ أشواقنا سيف الزمان 
.... إقترب أيها الخمار وأملأ كأسي 
فقد إقترب على ليلنا وجه النهار
إقترب ... وأقفل نوافذ السماء
وأسدل ستائر الليل
وأعزف لحن الإنصهار
فلكل خلية في مملكتي جواب وقرار 
اقترب يا يعسوب مملكتي
فـ لم أعد أحتمل الأنتظار

علاء الغريب

ليست هناك تعليقات