شييدالمدائن
الشاعرالمبدع حامدالقصري/يكتب...
____ نشيدُ المدائنِ ___
--------------------------
سَيِّدُ الطِّينِ هُنَا
لاَ يَشْتَهِي جَمْرَ الْحَدِيثِ
كَانَ صَمْتًا جَهْوَرِيًّا
لِكَلاَمٍ مِنْ بَيَاضِ الشَّيْبِ
مَمْزُوجًا بِمَوْتِي
قَالَ دَثِّرْ مَا تَبَقَّى
مِنْ سَرَابِ الْقَوْمِ لَيْلاً
خُذْ زَكَاةَ الْبَحْرِ مِنْ رِيحِ الْجَنُوبِ
عَلَّهَا تَأْتِي عَلَى زَرْعِ الْمُلُوكِ
"وَعَلَى الْخَدَّيْنِ مِنْ سَبْعٍ
إِلَى سَبْعٍ عِجَافٍ "
*****
تَسْتَرِدُّ الشَّمْسُ طُوفَانَ الرَّحِيلِ
ثَمَّ يَهْوِي ...
خَلْفَ مَاضِيهَا التُّرَابُ
كَيْ يُعِيدَ النَسْلَ شَيْخٌ
مِنْ بَنِي الْعَرْجَاءِ يَأْتِي
يَحْمِلُ الْخُفَّيْنِ
مِنْ خَوْفٍ تَوَارَى
وَالْمَدَى جُنَّ
وَبِالْكَفَّيْنِ حِنَّاءُ التُّرَابِ
****
يَا شَمِيمَ الطِّينِ بِالأَرْضِ الْخَرَابِ
لَيْتَهَا عِنْدَ انْكِمَاشِ
الرُّوحِ فِيهِا
لاَ تسوي طِينَهَا الْمَبْثُوثَ
فِي هَذَا الْغِيَابِ
ذَاكَ ظِلُّ السَّامِرِيِّ
قَدْ تَحَاشَاهُ التُّرَابُ
*****
وَلِهَاثُ الْمَاءِ يَدْعُو
يَا قَفَا الأَرْضِ انْبَسِطْ
خُذْ رُعْبَ وَجْهِي
وَالْمَنَايَا ... لُقْمَةً لِلْمَاءِ غَطَّتْ
جَسَدَ الْمَاضِي الرَّغِيفِ
فِكْرَةَ الْبَحْرِ الْعَقِيمِ
لَيْسَ فِي جِلْبَابِهَا مَاءٌ وَطِينٌ
شَمَّرَتْ عَنْ ذَنَبِهَا الْمَبْلُولِ
بِالْمَاءِ السَّرَابِ
وَتَجَلَّتْ ...
تَقْتَفِي نَبْضَ الْخُطَى
خَلْفَ أَسْوَارِ الْمَدَائِنِ
يَعْتَلِيهَا صَوْتُ نَايٍ
*****
بِجَبِينِ الرِّيحِ فِي تِلْكَ الْمَعَابِرِ
عَرْبَدَ الطَّاعُونُ فِيهِمْ
مِلْءَ أَفْوَاهِ الْغُزَاةِ
وَجَبِينِي ...
يَشْتَهِي الإِبْصَارَ مِنْ سَمِّ الْخِيَاطِ
هُوَ ذَا شَكِّي مِدَادُ الْبَحْرِ
أَحْزَانُ الْجِهَاتِ
وَأَنَا خَمْرُ السُّؤَالِ
زِئْبَقِيُّ الْوَجْدِ مَشْدُودُ الْخَيَالِ
بَعْضُهُمْ يَأْتِي رَحُيلُ الْقَوْلِ شُحًّا
رَافِعِينَ الرَّايَةَ الأُولَى
عَلَى حَرْقِ الْجَبِينِ
هَاجَرَ الصَّوْتُ الرَّجِيمُ ...
هَاجَرَ الصَّوْتُ الرَّجِيمُ ...
*****
أَيُّهَا الْمَطْعُونُ بِالْمَأْسَاةِ
فِي قَلْبِ الْحَصَاةِ
ارْتَوِ مِنْ دَمْعِ كلا...
ثم كلا ...
قِفْ بِدَمْعِ النَّائِحِينَ
خَارِجَ الْمَوْتِ الْحَرَامِ
خَلْفَ طَاعُونِ الْمَسَافَة
يُعْلِنُونَ الصَّمْتَ شَيْخًا لِلْقَبِيلَةِ
وَيَبِيعُونَ الْحَنَاجِرَ
يا دليلي لا تجادل
*****
لَمْ تَكُنْ بِالْوَادِ خَيْلُ الْمُتَنَبِّي
لَمْ يَكُنْ بِالْوَادِ لَيْلٌ أَوْ سَرَابٌ ...
حِينَ مَرَّ الطَّيْفُ بِالأَرْضِ الْخَرَابِ
وَتَجَلَّى لَعْنَةً أُولَى
تُضْحِكُ التَّابُوتَ
مِنْ خَلْفِ الْجِدَارِ
زِئْبَقَ الأَشْيَاءِ أُنْثَى
كَأْسُ جَمْرٍ ...زَادَهَا الشَّوْقُ احْتِرَاقًا
يَا نَبِيَّ اللهِ اصبر
ذَاكَ ظِلُّ السَّامِرِيِّ
بِالثَّرَى عجل يقين
وَشُيُوخُ الأَرْضِ طَافُوا
حَوْلَ عِجْلٍ مِنْ بَقَايَا النّفْطِ
مَصْبُوغِ الْجَبِينِ
_____ حامد القصـري _____ تونس ____
ليست هناك تعليقات