زهور من الأيام






الشاعر عيسى حداد/يكتب 


زهو من الايام

مر......
حين يرتحل
بك العمر الى الضفاف
تزفك الاجيال
وتطوبك ميراث الامم
لا تحزن .........؟
فانه زهو الراحلين
يبات لا ليصبح 
الا عنقود ذكرى 
قد استوى
وحان له القطاف كثمر
تغتمسه اللحظات 
سكرات منسيه
تذهبك غيهبك للاحلام
وتطاردك شغف الرجوع
تدق الاجراس الحرة ويلاتك
والكل بمكيال يزان
ترسمه الاقدار شمع الانصهار
يذوب عنه ثلج الخريف
ويولد فيه رعش الصيف
مواويلك تناديك النذور
واعاصير الدموع 
عليك ندبا تثور
ها قد رسمت فيالق الخيال
وانتهرت كتائب النسيان
وانتهز العزاء العلن
الرحيل الرحيل ينذر
وعصمة الاجتماع 
الت الى الفراق
ذهبت الدعوات للاحتفلات
وحان وقت الوداع .........
يترجل الخيبة شبابك
ويتعطف الطفولة ربيعك
ومواويلك تاهت 
الازقة والحارات
وشيخوختك تصارع 
الرمق الاخير
اقرعوا الاجراس 
ها اتاكم الموكب
يزف الراحل للغربة
فاجزلوا الترحم .........
وابسطوا ايديكم بالغداء
لا تكن .........
مغلولة ايديكم لاعناقكم
استقوا العطاش
وتفقدوا اليتامى
فان الفقد متطابق 
وهذا الوصف المطلوب
اختزلت الآهات رمقك الاخير
ياعمر انفاسك تتصارع
تتصارع امواج الغريق
وتصدح ندب الغريب 
التائه الضائع
رفضتني سجلات الحياة
ووسمتني خلود الحروف
فامتلكت كل الخلود 
بها وكفى........
وتاج الكلمات يزهوني
اتلو اشعاري هبة
واسكب محتواها هدايا
للتذكار يشدو لحن الغروب
هذا اللحن الاخير عذب
وتتاوه الروح لدغات الندم
يا ويلي الكل مضى 
وانا حزين اتنازع انطلاقتي 
ذاهب انا الى ردهات الغيهب
لا حضن يأويني
ولا سدائل 
شعر حبيبتي يغطيني
ولا اسمهان باشعارها ترثيني
ولا ثوب عرسها يجمل تابوتي
ترافقني عبر واحاجيج
وسجلات ملغومة المنشأ
تتفجر براكين الايام حصيلة
ان وزنتها بمكيال 
الله سبحانه تخسف تحت العدم
وان غزاها النور يتلاطمها الالم
توه تعدى المرور مسرعا
وقطر الحقيقة .........
يصرخ انتهت مراسم الوداع
لملموا الامتعة العتيقة ووزعوها
وفرقوا عكازي قلمي
وثوبي قصيدة مهاجرة لكم
البسوها لكل عروس
فتولد لكم قصائد ودواوين
وليتأهب الورثة لاخذ الميراث
ونوازع الارتجاف للروح الحزين 
اغلقوا الباب وليرقد الساكن بسلام
الكل ماض الى فناء الدهور
ليسكن خربة الموتي
فلا اسف على شيء يذكر 
دون ندم على ما فات مقهور
لتتزين به عرانيس الزهو القبور
فقط سيتغير عليكم من الان 
لأخر المرات تفصيل الثوب
وجمهور المسار المرافق معي للاسفار
ولون التابوت المحمول للتدحرج بالاقبية

                            الشاعر
                        عيسى حداد
                         رحلة العمر

ليست هناك تعليقات