عندما يخطئني الموت






الشاعر احمد بوحويطات/يكتب


قصيدة بعنوان " عندما يُخطئني الموتُ ... "

عندما يُخطئني الموتُ أُهنئني و أقولُ  
ماتزالُ هناكَ قصيدةٌ أُخرى    
فلي في عينيكِ ما يكفي منَ البراءةِ  
لكي يبقى حنيني إليكِ على قيدِ الحياةْ   ‍
مُعافى ، أرجوانيَّ الإشارةِ ، سماويَّ البشارةِ  
أشمُّ فيهِ وشمَ يديكِ الخُزاعيتينِ 
فهو أشدُّ غوايةً من رائحةِ البنِّ صباحاً  
أطلُّ منهُ على ألمي ، رأيتُ شبحي يهرولُ خائفاً  
رأيتُ صومعةً نامتْ على ظلها ... طارَ الحمامْ

عندما يُخطئني الموتُ أعاتبني وأقولْ 
كانَ يمكنُ أن لا أغبطَ طيورَ البجعْ  
و هي تغادرُ موطنَها   
إذا لم يهبها غيرَ الوجعْ   
كان يمكنُ أن لا تكونَ أيها الحبُّ مزمناً    
و أن لا أكونَ مدمناً على وجعِكْ  
كان يمكنُ أن نقتسمَ فائضَ فَيْءِ الصنوبرِ
و ابتسامةََ بائعةِ الجِعَةِ بالتقسيطِِ و نسألَها 
هلِ الكمانُ أشدُّ كفراً و نفاقاً أمِ النايْ ...!
و نحن ذاهبانِ إلى ليلنا الخاصْ  
سيعفيني وجهكِ من ضوءِ القمرْ 
لأقولَ في عينيكِ قصيدةً بلغةٍ لا تقالُ بالكلامْ

عندما يُخطئني الموتُ أُهنئني و أقولُ 
لي غرناطةُ الحلمُ المتألمُ المتكلمُ    
بسبعِ مفرداتٍ منتقاةٍ بأمر اللهْ 
و لي غصةٌ في علمٍ في شامةٍ   
تربعتْ على خدِّ الشامْ  
و زواجلُ لاستفسارها في رحلةِ الصيدِ   
و لي حقوقُ تأليفِ المعلقاتِ وحَصانةُ الحصانْ  
و قمرٌ فضيٌّ يحرسُ غيبتي في الخيامْ

عندما يُخطئني الموتُ يُخجلني
كلما وبختُ وجعي ذكرني بأندلسي   
فأخجلُ منْ بكاءِ صفصافةِ حينا علينا
و يخجلُ الخجلُ منكِ و مني    
حينما تخطئُ  يداكِ في كتابة إسمي 
فأنتِ من أعدَّ لجرحي متكأً و أوقدَ النرجيلةََ   
و أعدتِ عقاربَ الحبِّ للبدايةِ    
و صلبتِ حذاءَ حريتي        
فكيف تنجو بجلدِها من شبحٍ يلاحقُها في المنامْ ...!

و مازالَ الموتُ يُخطئني و أنا أُهنئني 
مادامَ  لفرحتي وقتٌ لكي تجهشَ بالبكاءْ
و مادام لي أقولُ متسعٌ في القصيدةِ   
لكي أبني ورشتينْ
ورشةً لمناقشةِ أسبابِ القيامةِ   
و أخرى لتحسينِ نسلِ إناثِ الحمامْ 

قبلَما يَجيئني الموتُ بأقلَّ من قصيدتينِ 
أو أقلُّ قليلاَ
إذا رأيتَني قالَ في أقاصي حلْمكَ عابراً  
فانتظِرني ريثما أُنهي خلافي معي   
قلتُ و بعدْ ، قال حتماً سأعودْ  
يا موتُ قلتُ لا تكنْ قاسياً
إنكَ تؤلمني و أنتَ تَحقنُ جسدي بالعدمْ 
لا تكنْ أنانياً ، أعدني لأم الغرائزِ
قلبي نسي مهنتهُ ، سمعتهُ يهذي ...
أدخلوا زرقاءَ اليمامةِ كي تودعني
و بعدها خُذوا فرسي ، خُذوا كلَّ جهاتي 
فقط أعيدوني إليَّ ، أعيدوني إلى زمني   
قالَ هيتَ لكْ 
- بعد صرخةِ الإقامةِ و زفَّةِ القيامةِ -  
لقدْ هيأتُ لكْ ... متكأً من شرشفِ الغمامْ .

أحمد بوحويطا أبو فيروز 
    % المغرب %

ليست هناك تعليقات