الطيور المهاجره






الاستاذ محمد عوض الطعامنه/يكتب


الطيور المهاجره لا تبحث عن وطن جديد لتسكنه ، ولكنها تهرب من وطن لا يسكنها ... 
....... جملة التقطتها هذا الصباح من مقالة في جريدة الدستور بعنوان ( اسفار ايلول ) وددت ان تكون عنواناً لتعليقي هذا الصباح .....ارجوكم اقبلوني ،حتى اتقبل نفسي ....
.................................................التعليق ....... كانت وماتزال الرغبة في السفر والتنقل عند الإنسان منذ الأزل وسيلة لإستكشاف المجهول والتعرف على اسراره وغرائبه ، ولهذا قرأنا الكثير عن مغامرات الرحالة والمغامرين في هذا المجال ، الذين قضوا اعمارهم ثمناًلتحقيق طموحاتهم هذه أو عادوا وكتبوا تجاربهم وما شاهدوه من غرائب وعجائب الناس ودنيا غير دنياهم .
ولكن شهوة واشواق المغادرة والمغامرة في التنقل بين بلدان العالم اصبحت في هذا الزمان مع توفر كل وسائل التواصل الإجتماعي من سهولة النقل والإتصال والتفاهم ، اصبحت اكبر واشمل واسهل . وهذا ما نلاحظه من حركات الطيران والسفن والسيارات التي كلها تمخر البحاد وتخترق الأجواءوتقطع المسافات الطويلة براً، لنقل ملايين الناس للوصول الى اهدافهم وتحقيق طموحاتهم في اكتشاف عوالم غير عالمهم .
كل هذا كان ويظل ايجابياً حتى تقع الفتن في بعض البلدان ويتعرض امنها الإجتماعي للخلل وعدم الإستقرار يقود الى خلاف في الرأي .... ثم يتفاقم ليصل الى الحروب الأهلية .
الحروب الأهلية بين ابناء الشعب الواحد وفي الوطن الواحد ُتمزق ذلك العقد الإجتماعي الذي يربط الشعب الواحد برابط وحدة المبداء والدين والمصير والحب ، حيث يتحول الأحبة الى اعداء ، والأقرباء الى غرباء يوم تتبخر وتتلاشى وتضمحل في نفوسهم طبائع التراحم والسماحة والسلامة ، ويتحولون بين عشية وضحاها بطبائعهم الإنسانية الى طبائع الحيوانات المفترسة التي تجيز للقوي ان يأكل الضعيف ..... عند تلك النقطة الحزينة الفاصلة تجد الناس يبحثون عن ملاذات يأمنون بهاعلى حياتهم وحياة ابنأئم من الموت ، ولذا تجدهم يغامرون بالسفر والتنقل من بلاد الى بلاد عبر البحار ويخاطرون في ذلك وهم يتعرضون الى الموت والغرق في كل يوم .
لعمري انهم لم يهاجروا ويغامروا للبحث عن وطن جديد ليسكنوه ، ولكنهم يهربون من وطن فقدوا فيه الأمن والسلامة والحب .!!! 
لهذا ادعو معي في ان يحفظ الله اوطاننا من الفتن ، وان يزيد في لحمتنا ، ويضيق ويقلل خلافاتنا ، ويزيد محبتنا لبعضنا ونحن نحفظ ونحافظ ونحمي وطننا بنور عيون جيشنا ، وحرص ونباهة شبابنا وشعبنا . وعاش السلام ، وعاشت المحبة والوئام .... (محمد عوض الطعامنه عمان الأردن .)

ليست هناك تعليقات