أمي





الشاعر زياد احمد/يكتب 


ما إن فتحت الباب ودخلت البيت لأهنئ أمي بعيد الأم وإذ أراها جالسة في مجلسها المعتاد الذي تجلس فيه، فدنوت منها وانحنيت صاغراً لأقبل يدها ، هذه اليد التي كانت ناعمة ملساء في صباها وشبابها لكنها اصبحت خشنة مع تقدم الدهر ، هذه اليد التي كانت تحملني عندما كنت رضيعاً وتنظف جسدي وتمسح دمعتي وتحميني من زمهرير الشتاء إنها نفس اليد التي كانت تأخذني إلى روضتي -ألا تتذكرين يا أمي عندما كنت أبكي أريد أن أن أذهب إلى روضتي التي كانت مغلقة لأن اليوم كان يوم الجمعة فأخذتيني إلى الروضة لأراها بام عيني مغلقة فاليوم كان عطلة نهاية أسبوع، فبيدك التي تعلمت منها الصبر والتي كانت تمسح على رأسي وتعاقبني إن أخطئت يوماً وتدعو لي بالتوفيق لأنجح وتكافئني عند النجاح وماإن اقتربت يدي من شفتيك وإذ بقلبي يقع أرضاً منشطراً إلى نصفين مذبوحاً معذباً لأنه فُوجئ بغياب يديك وعطرها ، فهل ماحدث كان طيفاً من خيال أم حلماً في واقع مؤلم؟...وقال البحر
كل عام وكل الأمهات بالف خير وكل عام وامهاتكم بالف خير وأطال الله عمرهم بالصحة والعافية ورحمة الله على من أصبح في عالم الغيب والشهادة.
زياد أحمد قباني

ليست هناك تعليقات