شجرة الحياه





الشاعر عبدالله ايت أحمد /يكتب 


شجرة الحياة

انحنت أغصانها، إجلالا وتعظيما.
لرجل يحمل عبء أثقاله هموما؟
أثقله الدهر بتكاليف كرامتة.
تنهد الزمن، فتعرت الأشجار.
وانهارت أوراق العمر ذبولا.
شموخ وعزم، أنفة وإصرار.
لقهر الفقر، انحنى ظهره تقوسا.
كالهلال يهتدى به في الظلمات.
كرس حياته لزمن، غير زمانه.
في الغسق يروح حافي الأرجل.
عند الشفق يمسي منهك الجسد.
ونفسه ترفرف فرحا بغلالها.
وسقايتها تنعش روحه المتعب.
تشققت راحة يديه وأرجله.
وتلتئم الجراح حين القطاف.
شجرة الحياة تداعت أممها.
انكسرت رؤوسها، ويبست جذورها.
وخرفت تمارها، قبل الأوان.
تيتمت أنهارها، وجفت جداولها.
وما بقي من أطلالها إلا خشب.
خشب تهالكت، والنمل أنهكها.
وكل جهوده ذهبت هباء منثورا.
يا زمن، ما تصنع بأهل كرامة.
وماذ عن قوم، تعالت أصواتهم.
وخفتت إرادة العيش بالعزائم.
وتهافتوا على الفتات والمهالك.
تكابد الدنيا، هوان سواعدها.
وثكلت الأرض، كل خلائفها.
شاخت قبل الآوان بمهالكها.
اشتد الخطب، وسادت المخاوف.
يا عرب ياعجم، ويا جن ويا جان.
ثكلتكم أمهاتكم، لما الدمار.
ذروا الأزهار تنثر رياحينها.
وتعهدوا شجر الزيتون سلاما.
لتنمو بالنفوس كرامة ظله.
ونستظل كلنا ببركة صمودها.
ونتداوى بأوراقها وعصيرها السائل.

بقلم عبدالله ايت احمد/المغرب

ليست هناك تعليقات