زيف الستار
الشاعرالمبدع عبدالله ايت احمد/تكتب...
زيف الستار
كلِّ يوم أمرُّ بجانبها، أجدها مشرِّعة..!
تنبعث منها أشعة مشبعة بالفضول..
تنهمر منها أكثر من عين إلى الوجود.
لتسقي بالعرق، أتربتها المدنّسة....!
بنظرات الخبث الإنساني المكبوت..
بحب الأنا وانجرافها إلى حافة الخطر.
هي المخبر القديم، الطاعن في السن..!
يتكلم عن زوايا الماضي المستبد...!
والحاضر المتحوِّل بسرعة الضوء...
بقيت ثلك البوصلة تائِهةُ الشروق والغروب.
ذات يومِِ، تبسمت من وراء الستار..
فتحت خلسة دفتي شفاهِها الملوَّنة..
بصباغِِ واقية ضدّ الأشعة الحارقة..
لتُلقي برسالة، مفادها أنها أسيرة ؛
تنتظر بصبر، نصر فارسها المغوار..
أو صاحب مظلة، محلِّقا قرب الجدار..!
لتطير وتستقر على صخور الواقع؛
تكسر كبرياؤها، وتدنست براءتها..
تلوثت أمانيها المنقوشة بريشة الخيال..
التي رسمتها على جدار الأمل..
يسقط الزَّيف في لحظة الغرور؛
على أوّل خطوة في دروب الحياة،
ودهاليز السراديب المظلمة..!.
على أوّل نظرة إلى زهور الشوق،
الجارف بحدائق شقائق النعمان..
التي تفترس وترتدي زي السَّلام؛
في بساتين مصنعة بائسة تعاني...
من ويلات أشواكها المختبئة، بين الورود..
لكنها تتماهى مع سمفونية الخداع.. !
وترقص على جنبات رصيف العمر..
منهكة تئِن من وطأة الإعصار والجمود،
تطمح إلى الحرية المزيفة، بابتسامة التملق.
تريد كسر الهدوء، الذي يملأ المكان سكينة..
بهبوب الإعصار المدمِّر... لكل ما تبقى،
من معالم وأشلاء عالقة على الأذهان
تمردت على الأعراف المتوارثة...
تخفي أسرارا تمنت لو نطقت... !
ليفتضح المستور المخبأ، بين زوايا الذكريات.
أعلنت أنها سجينة، والأغلال تكبل لسانها،
وتغل إرادتها الثائرة، بين ثنايا السكينة والتمرد.
لتمزق جلابيبها وتمرِّغ براقعها في الوحل.
ويومها تتمنى، لو رجعت الى خلف ستارها.
كي تُخفي مكر الإبتسامات ونفاق الزمن.
بقلم عبدالله ايت أحمد/المغرب

ليست هناك تعليقات