أنا والشجاعه







الاستاذ محمد عوض الطعامنه/يكتب





انا والشجاعة : ابتسامات يكتبها : محمد عوض الطعامنه

             المقدمة .....        قرأت يوماً .....( انه قد يُظن أن الشجاعة مرتبطة بالقوة البدنية ، وأن من شروطها الضخامة في الجسد والبنية الصلبة ، والقوة العظيمة ، غير أن هذا الظن لا يوافق الحقيقة ؛ لأن الشجاعة خلق باطني ، من أعمال القلوب ، بل أصلها ومنشأها ثبات القلب وصلابته ، وليس لها اتصال بالأبدان قوة وضعفا.)
          الموضوع : .... وبباعث مما قرأت اصابني شعور لطالمنا اعتقدت بصحته ولكن هذا الشعور اوقعني بالكثير من المتاعب التي تكاد تصل الى حد التهلكة .
        صباح  اليوم وبينما كنت  امارس واجب ومهمة شراء فول وحمص وفلافل من مطعم ابو طربوش الذي  يغص بالمشترين صباح كل يوم جمعة . ..... دفعت النقود واستلمت ورقة الدور ووقفت انتظر ان ينادني البائع عند الوصول الى دوري ...... ولكني شاهدت الذين حضروا بعدي يستلمون فلافلهم وانا انتظر واحترم دوري ، ولما فاض بي الصبر...... رفعت صوتي عالياً وقلت ( يا جماعة ما تحترموا الدور ) وما كدت انهي كلامي ، حتى اقترب مني احدهم لا اذكر في حياتي اني شاهدت مثل طوله الفارع وعضلاته المفتوله ، وتفاصيل سحنته الغاضبة ........... تقدم مني كالوحش وصاح بي ليش بتصيح ياه قالها بنرفزة وانا اشاهده يجز على اسنانه وتخيلت انه يمكن ان يرفعني بيد واحدة ويلقي بجثتي الهامدة في عرض الرصيف ! ولكني تذكرت ما تعلمته يوماً عن تعريف الشجاعة بكونها وشروطها الذي لا يتوافق مع ضخامة الجسد والبنيه الصلبه . لهذا كشرت انا الآخر نعم كشرت بوجهه ، ولكنه اخذني بكلتا يديه ورفعني عن الأرض لأعلى من واحد وخمسين سم ثم تركني اسقط ........والحمد لله اني سقطت واقفاً ....... ابتسمت في وجه الصارم وحاولت تقبيله ولكنه رفض ! .....  وتذكرت حينها طبائع الحلم والسماحة وقررت ان لا ابادله الشر بالشر والقوة بالقوه لكوني شجاع ،ولذلك انسحبت الى آخر الصف وانا ارتعد نعم ارتعد ولكن ليس خوفاً  ، لأني لا اخاف ........انا شجاع ولكني كنت ارتعد من بردية اصابتني مع ان درجة الحراره في عمان هذا اليوم تقارب الأربعين !!! ههههه .
         وفي هذه المناسبه تذكرت نهفة مضحكة ( قيل ان رجل ضعيف البنية مقعوق ، ولكنه غلبواي وكثير حكي ويحب ان يماحك الأخرين) . اوقعه الله يوماً مع عملاق مثل الذي ابتلاني به ربي هذا الصباح . تزاحما في مكان ضيق فعربد الضعيف على العملاق ..... فما كان من الرجل العملاق القوي الا ان قام برفعه الى الأعلى واسقطه على الأرض ونام فوقه بكامل وزنه  . ....  وقبل ان يختنق المسكين ضحك ضحكة تشابه ضحكتي وقام بتقبيل العملاق وقال له ( انا اشكرك يا سيدي اني اجيت تحتك)
   الخاتمة :..... واتممت صباحي بشراء حاجياتي والرجوع الى البيت حيث كانت ام المؤمنين وحفيداتي ضيوفاً عندنا وصلت الى بيتي بسلامة الله ولكن طبع الشجاعة عندي حرك رجولتي امامهم،  عندما حدثتهم عن القصة استشطت  غضباً وبدأت اتوعد الرجل العملاق الغائب واهدده امامهم ، عندما تقدمت مني زوجتي في غاية من الخبث الممزوج بالأدب وقالت ابو مجدي .... ابو مجدي .... بتسكت هسع ويلا اروح اناديلك اياه من المطعم !!!! هههههه. .......... سكت نعم سكت ولكن في غاية من الشجاعة والكبرياء . وقررت ان اسامحه هذه المرة لوجه الله تعالى . ونظركم كفايه .

ليست هناك تعليقات