رياح المنافي





الأديب محمد محجوبي //يكتب 



رياح المنافي 
_______
تعجب النسيم 
كيف لزغرودة سكنت سفوحا 
وأيقظت ضحكات الجبال 
تفاعلت بشذى السنين 
ومن أسرارها رقصت أمسيات الحنين واستفاض الليل يهذي بنجوم 
في جنات قديمة 
منذ بزوغ هالة غناء على الروابي
كيف لتلك الأيام وهي مبللة بمطر القلوب 
انتفضت من جذوة الوجود 
لتبلغ عن عنفوانها المسروق
فتهكمت تلك الطيور المهاجرة من غبار تهور على أعشاشها القديمة 
في فجوات السحنات نقشت الريح منافي 
تباعدت ظلال عن أغصانها المتعبة 
تلاقحت طفولات من تلقاء عبث مدرسي 
ذالك الطفل لم يعد شغوفا بمتعة عارضة 
الطفل عازف عن رسم جمال يوظب فضاء الخيال 
عاجر عن مجاراة ترانيم موسيقية بشغف أوتار توزع نبض الأزمنة الخامدة في أعماق 
ظل الطفل عاجزا عن تخصيب الضوء في هزيج براءته المنسية 
ومن مسابحه الشعرية 
تلوث ماء الكلام 
نطقت مكبوتات هنا وهناك 
بأبهة الاذعان
هوامش الانسان كعادتها تذهب جفاء رتابات باهتة 
بليد العصر يميع لب النشوات 
يتسيد بعصاه عصوره العاصفات
تضطرب الأطوار مجونها بتكلف حضور هارب على فلوات 
تصطبغ الحكايات منافيها 
بتنافر أجيال على مسافات الصقيع
فتشد على أيدينا منافي الاصفرار 
لتذوب أغنياتنا 
فلا بوصلة هتفت بها نحوما 
في ذالك المسير الذي أغدق علينا بكثبان
تصفف المنافي على أكتاف الريح 
كخشب في ركامها 
يتثاءب غدنا يقال أنه يضيع
محمد محجوبي 
الجزائر


ليست هناك تعليقات