قسوةالفراق





الاستاذ أشرف بدير /يكتب


قسوة الفراق....                                  جلس كعادته في شرفة منزله الذي يطل على فرع النيل بمدينة المنصوره وأخذ يحتسي فنجان قهوه في وقت الغروب ،وتذكر في مثل هذا المكان منذ ثلاثون عاما وهو يقف في ذات الشرفه يحتسي ذات الفنجان من القهوه مرت فتاه في بداية العشرين هي وصديقتها تحمل كشكول المحاضرات في طريقها إلى الجامعه ،اخفق لها قلبه فسارع باللحاق بهما وظل متتبعا خطواتهما حتى عرف أنها بكلية الآداب وكان هو قد أنهى دراستة في كليه الهندسه وفي اليوم التالي كان يقف على باب قاعة المحاضرات حتى دخلت القاعه وكان قراره أن يتحدث اليها مباشره وبدأت اللقاءات في طرقات الحرم الجامعي وفي المدرجات وفي الشوارع وفي نهاية العام الدراسي كان الاتفاق على الخطبة التي استمرت بمباركة الاهل حتى أنهت دراستها بعد عامين ،وتزوجا بعد قصة حب عميقه كانت حديث الأصدقاء ، ودارت الأيام ورزقا بولد وبنت وعملت بوظيفة اداريه بالجامعة وأصبح صاحب أكبر مكتب هندسي ،وكبر الأبناء ودخل الابن الأكبر كليه الهندسه والابنه الصغرى كلية الصيدلة وأنها دراستهما  بتفوق ،وتبدلت الأحوال فمرضت الزوجه الحبيبه مرضا شديدا صرعها بعد ثلاثة أعوام ،وظل منذ وفاتها في حالة اكتئاب وعزله يجلس في ذات المكان كل يوم وقت الغروب عائدا بذاكرتة إلى أيام اللقاء الأول فيعيش لحظات جميله مع حبيبتي حتي فوجئت يوم الثلاثاء الماضي باتصال من المهندس أحمد ابنه يبلغني بوفاة والده المهندس مصطفى في ذات المكان وهو يحتسي فنجان القهوه بشرفة منزله ...
تلك هي الحياة نصفها حقائق  نعيش معها والنصف الآخر أحلام نعيش فيها على أمل لقاء الاحبه .. 
رحمك الله يا صديقي فقد أمضيت حياتك في هدوء ورحلت عنا في صمت وعزاءنا فيك انك الآن ترقد مع حبيبتك ورفيقه حياتك   ...

ليست هناك تعليقات