صحراء العوده





الشاعر محمد العصافره /يكتب 


صَحراءُ العَودَةْ 
كَيْ تنثرَ ورداً في صحراءِ العِشقْ 
أَوْ تَبنيَ صَرحاً في أرجاءِ الصَّمْتْ 
أوْ تَشربَ شهْداً منْ جذرِ الزيتونْ 
أوْ تسكنَ بيتاً للأجدادِ تَهَدمَ منذُ سنينْ 
أوْ تَغرِسَ في نفسِ العَربيِّ بذوراً 
منْ نارِ الوجدْ
 إنْ خَمدَتْ نارُ حَنينْ 
لابُدَّ وانْ تقلعَ من نفسيَ جُبْنَاً
قَدْ راقَ لقلبي منذُ سنِينْ
***
كيْ تبني نَفساً أوْ تَعشقَ وَطَناً
 لابُدَّ لوطني يوماً 
أنْ يلبسَ ثوبَ الموتْ 
أوْ يهزمَ عنوانَ الذُّلِ بِصَمتْ 
أنْ يشربَ كأساً منْ أوراقِ المُرْ 
لابدَّ وانْ البسَ جُبةَ صوفٍ أوْ 
أَحْبكَ ثوباً
 قدْ مرَّ عليه هواءُ الحُبِّ 
 من دونِ حَنينْ
***
كَيْ تَبْقَى يوماً أوْ تَسْحرَ آلامَ الشَّمسْ 
لابُدَّ وانْ تَجثُو فوقَ ترابِ الأرضِ 
أَوْ تَعشقَ انهاراً قَدْ رُويَتْ منْ دَمْ 
أوْ عَشِقَتْ عُمراً من عُمرِيْ 
أو تحملَ سيفاً للماضِيْ 
قَد لُطِّخَ بِالدَّمْ 
***
كيْ تصبحَ وَطَنَاً شَرعِياً 
كيْ تَعشقَ في وَطنيْ حلمَ    
أوْ ترقصَ يوماً مع أَقمارِ الفَجْر 
أوْ تَعشقَ للشَّمسِ شُعاعاً 
أنْ تَنْشقَ يوماً نسماتِ البحرِ 
لا بُدَّ وانْ تَكْتَبَ فوقَ جبينِ الشَّمسِ 
أوْ تَحْصُدَ ثمرَ الزيتونِ بضعَ سنينْ 
***
كيْ تصبحَ وطناً شرعيا 
أوْ تُوقدَ نارَ الكرماءْ 
في أرضٍ طافَ بها العظماء 
في ارضٍ سارَ بها الشرفاء
من زمنِ الفوضى حتى حِينْ 
لابدَّ وانْ تقلعَ شوكَ الأرضِ 
وتهتفَ باسمِ هلالْ 
قَدْ عُذِّبَ فوقَ مشانقَ أُمَمٍ 
لا تَعرفُ دِينْ 
***
كيْ تُصبِحَ وطناً شرعياً 
 أوْ تَعشقَ طفلاً منْ طينْ 
أو تكبرَ بين آهاتِ الصَّمتِ 
أوْ تَشعرَ أنَّ الحُبَّ بأَرضيْ 
قَد صارَ شُعاعَاً مِنْ نارٍ 
قدْ غَطَّى ليلَ الظُّلمْ 
قَدْ غَطَّى ليلَ الحِقْد 
لابد لشَعبيْ أنْ يبنيْ 
فوقَ الأرضِ جداراً منْ طينْ 
***
كي تصبح وطنا شرعيا 
كي تكبر في عين العظماء  
كي لا يبقى للسارق اذْنٌ
 أنْ يعبثَ بالأوراقْ
أو أن يسرقَ حبةَ قَمحٍ 
كانَتْ في حِجْرِ البُؤساءْ
لا بُدَّ وانْ تَصْرخَ في ثِقَةٍ 
في وَطني ماماتَ الشرفاءْ
***
الشاعر : محمد العصافرة * فلسطين * بيت كاحل *

ليست هناك تعليقات