المترو مأوي النازحين
الشاعر عبدالناصر الجوهري ///يكتب
المترو مأوى النازحينْ
.......................
لم يأتِ ...
والعرباتُ مُسْرعةٌ ،
أضمِّدُ ما تبقَّى من شقائي كلَّ حينْ
وعلى الرصيفِ تنوحُ ذاكرتي بما يمضي
وهل تمضي تجاعيدُ السنينْ؟
قد جاء مُقْتحمًا هدوئي،
باعثًا ضوضاءه
نقر الرُّخامَ ومرَّ من جُحرٍ لعينْ
فكثيرةٌ هي يا أخي
ما كان للأنفاق أن ترضي دخيلاً غيره
أمَّا أنا أستأنسُ الغرباءَ،
أو ليلي الحزينْ
فسوايَ يأنسُ في جحيم الناهبينْ
وضئيلةٌ ،
ووحيدةٌ زنزانةُ الفئران بين زحامنا
لكنَّ بلدتنا بها الفئرانُ...
مُرْعبةٌ ،
وهادمةٌ
وناهبةٌ
ولا - خجلاً - تخاف العابرينْ
فأرٌ أتى ،
ينْعِى محطَّاتِ الجياع الثائرينْ
فأرٌ يهرول من أمامي
للشمال ،
إلي اليمينْ
مُتلصِّصًا في وكره
يرتاب من خطواتِ كل الناشطينْ
هو راحلٌ مثلي
أمِ ارتاب الأسى ،والبطشَ،
أو قطًّا بدينْ؟
كم مرَّ في المترو عيونٌ لاتراهُ،
وما سوايَ مَنْ يدري أمورَ
النازحينْ
لاحظته
خلفي يشاركني غريمي
رحلةَ العتق الرهينْ
متشابهان على الرصيفِ،
وفي انتظار العائدينْ
مازلتُ مُنْتظرًا أخي،
ومراقبًا - حولي - وجوه المُتْعبينْ.
...................
شعر: عبدالناصر الجوهري
ليست هناك تعليقات