قتلوه قبل شهادة الميلاد
الشاعر هشام باشا ///يكتب
(قَتلوهُ قبل شهادة الميلاد)
إسْمَعْ، أتَسْمَعُ مَن هناكَ يُنادي؟
هذا أنا بيْني و بينَ فُؤادي!
أأنا أُناديني و بينَ جوانحي
و أظُنُّ صوتاً مِن وراءِ الوادي؟
أأنا بَعُدتُ عليَّ؟ كيف بَعُدتُ يا
زمَنَي عليَّ، و كيف صارَ بعادي؟
و نَكَتُّ ذاكراتي و لم أعثرْ على
شيءٍ سوى تأريخِ فَقْدِ بلادي
و أظلُّ أدعوها و ليسَ يُجِيبُني
إلّا بُكا أُمٍّ على أوْلادِ
هذي التي ما قُمْتَ أرْسمُ وجهَها
إلّا رَسمْتُ حرائقي و رمادي
و محاولاتِ الحُلْمِ اطفائي بلا
ماءٍ و انقاذي بغيرِ أيادِ
و تَعَثَّرَ الجاري بباردةٍ إلى
كبدي على قِطَعٍ مِن الأكبادِ
هذي التي أصبحتُ أعرفُ مَأتمي
فيها و أُنْكرُ رَوْعَةَ الأعيادِ
و أرى دمي و يدَيَّ تكتُبُ هذه
قتلي و هذي تكتُبُ استشهادي
هذي التي حولي و أجهلُ أنّها
حولي و أستهدي و ما مِن هادي
أمضي بنورِ الحُبِّ في استقصائها
و أضيعُ في ظُلَمٍ مِن الأحقادِ
و أكادُ أشعُرُ أنّها ستعودُ لي
و تعودُ كُلُّ معاركِ الأضدادِ
و هنا بعوْدَتِها إذا وُلِدَ الرّجا
قتلوهُ قْبلَ شهادةِ الميلادِ
هشام باشا 2017/10/16
ليست هناك تعليقات