محبة البلدان


الأستاذ الشاعر مدحت عبد العليم الجابوصي يكتب /// محبة البلدان///

(محبةُ البلدان)
تركتُ لأرضِ الطينِ والرملُ ضمَّني....ولكنَّ أهلي لا يُريدُونَ فُرْقتي
وكم عتَبَ الأهلونَ أنِّي تركتُهُم......فرقَّ فؤادي للأباءِ وإخوتي
كذالك أبنائي لأرضِ جدودِهِم......يحنونَ للأهلينَ قومي وعترتي
وكم مرةٍ قد قلتُ فيها لصبيتي......أأرضُ الهجينِ الطينِ أمْ رملُ غربتي
رأيتُ اشتياقَ الكلِّ للطينِ قد بدا.....وقالوا : أبي . أرضُ الهجينِ بلهفةِ
ففيها ملاعِبُنا وفيها بيُوتُنا.....فهيَّا بنا عجِّلْ بعودٍ ورجعةِ
فقلتُ لهم سنعودُ والعودُ أحمدُ....ونترُكُ للتحريرِ في حينِ غفلةِ
وكلُّ بلادِ اللهِ للمرءِ موطنٌ....إذا ذُكِرَ الرحمنُ من دونِ خيفةِ
ولكنهُ حبُّ البلادِ ومن أبى.....فقدَ خالفَ المذكورَ في نَصِّ آيةِ
تقولُ : "ولو أَنَّا كَتَبْنَا "عَلَيْهِمُو.....فدلَّتْ على فضلِ البلادِ بقوَّةِ
وأجملُ شئٍ في النجاحِ رأيتُهُ.....هو المسجدُ الداني أمامَ إقامتي
تنالُ بهِ نفسُ المريدِ خُشُوعَها......وتزكو بذكْرِ اللهِ عندَ الفريضةِ
وإنْ يدخُلَنْ وقتُ الصلاةِ ترَ  بِهِ.....دويَّاً  لقرَّاءِ الكتابِ بفرحةِ
وآخرَ يرجو اللهَ يطلُبُ عفْوَهُ.....وساجدَ للرحمنِ يدعو بسجدةِ
تأنٍّ بهِ من جاءَ يعلمُ أنَّهُ.....مكانُ ارتياحِ النفسِ من دونِ سرعةِ
وقد قلَّ فيهِ الخُلفُ والخلفُ مُهلِكٌ.....وداعٍ نفوسَ الناسِ دوما لفرقةِ
 وأهلُ النهى والجودِ والفضلِ في الورى.....يسيرونَ للإصلاحِ قُدُمَاً ووحدةِ
مدحت عبدالعليم الجابوصي

ليست هناك تعليقات