قراءآت في الذات : يكتبها


 محمد عوض طعامنه/ يكتب .......

الثلاثاء، 9 فبراير 2016 قراءآت في الذات : يكتبها ..... محمد عوض طعامنه
في غمرة إنشغالنا الدؤوب بحثاً عن مجهول محجوب ، نشقى ،ولكن لا نمل ، ولا نكل ، ونحن نتسربل ، بذلك الأمل الذي لطالما كان ومازال وسيبقى يدغدغ مشاعرنا ، ويمنحنا القدرة على تحمل الألم والمعاناة والسعي الدؤوب .
في دفاتر ومذكرات من جهدوا وسعوا طيلة اعمارهم في الدارسات وهم يبحثون عن ذواتهم ، تحملوا الشقاء وتكبدوا معاناة التجريب والتغيير في ظروف مختلفة في المكان والزمان ، وما هانوا ولا ملوا ، ولا وهن لهم عزم وإقتدار ، ساحوا في هذه الدنيا الواسعة ، يطلبون المال ،لإعتقادهم انهم بالمال ،يمكن ان يحققوا ذاتهم ، ومنهم من ابحر الى امصار قصية ، ليطلبوا العلم ، وهم يؤمنون ان بالعلم يمكن للإنسان ان يحقق ذاته ، ولسان حالهم يقول شعراً ( ففز بعلم تعش حياً به ابداً الناس موتى واهل العلم احياء ُ )... نالوا الشهادات العلمية العاليه .... وظلوا يبحثون عن الذات شأنهم في هذا شأن من تغربوا وبعد سنوات عادوا وفي ارصدتهم البنكية الملايين ، ولكنك لو جلست اليهم ستجدهم يتأوهون مللاً ، ويعلنون بكل صلافة انهم لم يصلوا بعد حتى يحققوا الذات .
مضت عليّ الثلاثة ايام الماضية وانا افتش عن تفسير لتحقيق ما يسمى بالذات
وفشلت..... فشلاً ذريعاً كي اقتنع بتفسير واحد يفيدني بمعنى يتفق عليه كل الذين بحثوا !
في هذا المجال وهم الى الآن يختلفون .
ذهبت الى بعض من اصدقائي المتدينين : قالوا لي ان البحث عن الذات وفرصة وجوده يتجلى ، في القدرة على الإيمان المطلق بما انزل الله من الكتب السماوية ،شريطة ان يكون هذا الإيمان قائماً على التصديق من غير تفكير ومجادلة ونقاش .
تذكرت اني سمعت احدهم ينقل لي قولاً قيل انه على لسان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث قال : ( ربي ارزقني ايماناً كإيمان العجائز ، ولا ترزقني ايماناً كإيمان العلماء ، لأن ايمانهم في العقول وإيمانهن في القلوب ) مع الإعتذار إن كان هذا النقل صحيحاً وكما سمعته .
وجالست الموسرين ، فوجتهم هم كذلك ينكبون على خزائنهم يحصون ما بها من اموال طائلة ، حاولت مصاحبتهم فظنوا اني اسعى لسرقتهم ..... فتأكدت انهم يفتقرون الى الذت .
ومثلهم علماء الطاقة والصناع والمخترعون ..... ابدعوا في صنع الخوارق والعجائب ولو ركنت الى بعضهم ، في خلوة مرة واحدة ، ستجد منهم من يبكي لأن حبيبته خانته مع صديقه فتحطموا وفقدوا الذات !!!! .... ما أصعب الوصول اليك ايها الذات !!
يا للعجب ، اذاً كيف يمكن ان نعرف الذات ؟ سؤال ما اصعب الإجابة عليه .

ليست هناك تعليقات