النبض الخالد
الأستاذ الشاعر محسن الخضرجي يكتب/// النبض الخالد///
النبـــض الخـــالــد
ألقاها الشاعر في الذكرى السادسة عشرة لوفاة سيدة الغناء العربي "أم كلثوم" بمهرجان شعري حضره نخبة كبيرة من كبار شعراء مصر في فبراير 1991م .
( شعر/ محسن الخضرجي ــ Mohen Khadragy )
قَضيْتِ النَّحْبَ؟ ، أم للخُلْدِ حيلة؟!
فـما للفنِّ بَعْـدكِ مِنْ وسيلهْ
دعـانا الحبُّ نرقبُهُ حثـيثاً
ألمْ يعلمْ فراقَكِ يا جميـلة؟!
يتوه الحب في الأحـداقِ حُزناً
فما يبقيه في النفس العليـلة؟!
عصيُّ الدمعِ حين رحلْتِ وَلَّى
غزيرَ الدمْعِ ، لم يَمنعْ أفولـهْ
بكـاكِ الشرقُ و الغربُ البعيـدُ
ومَنْ فقدوا عطـاياك النبيـلهْ
وأهـلُ الفنِّ قد باتوا يتـامى
فنجمُ الفنِّ ما منعوا أفولـه!
* * *
أُذَكِّرُني ، ولِي في الحُبِّ ذِكرَى
نشأتُ به ، وأزْكيْتُ الطفولهْ!
ولا زالتْ بهِ الدنيـا أراهـا
تروقُ بعيْنِ فاتنـةٍ أصيلـهْ
فما بالُ الأُُلى نكسوا عليْـنا
، أماتوا الفنَّ في النفْسِ الضليلهْ
وأَضْحَى السمْعُ مختوماً عليْـهِ
؛ فيا ويْلاه مِنْ أُذْنٍ ذليلـهْ!
لسانُ الخُبْثِ نسمعُهُ كثيراً
، فيَهدي النفسَ ، لكنْ للرذيلهْ
ردىءُ القولِ والألحانِ شاعوا
و(موجاتُ) الهُدَى أضْحتْ عزولهْ
جنـونٌ في جنونٍ في جنونٍ!
؛ فما تركوا لمنتقذ عَقيـلهْ
* * *
عزائي أنني أحيا زمانـاً
يصونُ العَهْدَ بالذِّكرَى الجليلهْ
فمَنْ لغدٍ يصونُ العهدَ دوماً
إذا ما العهدُ قوتُهُ كليـلهْ
ومَنْ للآهِ يًطلقُهـا دويـًّا
فيَشفي مُنْهَكُ النَّجْوَى غليلهْ
ومَنْ (للشكِّ) ، و(الأطلال) يبكي؟!
ومن في الحب يحكي (ألف ليلهْ)؟!
،ومن (للسد) و (الجيش) الأبي؟
و(نهج البردة) العصما الخليلهْ؟!
،ومن (للنيل) و (الخيام) يشدو؟!
ومن للكُلِّ ، و الدنيا بخيلـهْ
،ومن لي اليومَ يشدو (ذكريات)؟!
ومنها (أمُّ كلثوم) سليلـهْ؟!
تُريحُ العينَ حينَ الحزنُ يطغى!
وفي الأفراحِ تجعلُها كحيلـهْ!
؛ فلمْ تحتجْ لمَنْ يَرثي ثَراها!
ولكنْ أيْنَ مَنْ يرِثُ الجزيلـهْ
* * *
وكمْ لبَّتْ بلادُ الشرقِ صفاً
صدى وجدانِها تبني فصيلَـهْ
هداهمْ مِنْ بلادِ النيلِ عِرٌْق
عُرَى الإيمانِ قدْ َزكَّتْ سبيلهْ
أقامَ غِناؤهـا صَرْحَ المعالي
كأحسنِ ما بَنَتْهُ يدٌ عمولهْ
فخيْرُ بنـاءِ أرضِ اللهِ أرضٌ
لها في الصدقِ والإيمانِ حيلهْ
وهل كانتْ على التجـوالِ إلا
سفيرَ الحُبِّ تَبني مُستحيلهْ
،ومَنْ جَمَعَ الشتاتَ بحسنِ قولٍ؟!
،وسحرُ الصوتِ قدْ أرضى فضولَهْ!
أكادُ أقولُ : لَمْ أُدْرِكْ سواها
أحـالََ الفنَّ داعِيـةَ الفضيلهْ
،وأرشدَتِ القلوبَ ذُرَى الأماني
فخطَّتْ سُبْلَ أجيـالٍ طويلهْ!
فعيشي يابنةَ التاريخِ ، رمْـزاً
ونبضاً للذي عشق البطولهْ!!
، ولا تخشَيْ فَناءَ الفنِّ ؛ إنـا
فُطِمْنا في البقاءِ على الوسيلهْ
* * *
ليست هناك تعليقات