هارون


وقفة :
قادتني قدماي الى قصر - الحمراء-......وقفت في باحته مشدوها...واقشعر بدني لهيبة المكان ،فاستحضرت التاريخ :
زمانا...ومكانا...ورجالا...
رفعت رأسي فكانت عبارة : ...لا غالب الا الله....تطغى على كل النقوش والزخرفات
التي تأخذ اللب ،وتفجر الحسرة.....
.....أسرعت نحوي :مرشدة بملامح عربية ،
تذكرك- بولادة بنت المستكفي-بشعرها الفاحم ،وبشرتها القمحية ،وابتسامتها الصاعقة - نحن عرب طبعا-
...تفضل سيدي- قالت - سأريك كنوز القصر
وأفرجك على : تاريخ حضارتنا وأمجادنا و
ما خلفه أجدادنا من مآثر و......
أجدادك !!!....  ؟ وكيف كان أجدادك  أيتها
الجميلة؟
قالت : كانوا رجالا....يحملون السيف بيد والكتاب بالأخرى.....أنظر الى المجسم .....
وقفت عند مجسم لفارس بملامح عربية،
تقاسيم وجهه ترحل بك مئات السنين الى الماضي ...حيث الزمن العربي الجميل ، زمن - خالد ، والقعقاع وطارق بن زياد........ولم أتمالك نفسي  فقصدته وأسررت في أذنه كلاما كثيرا....كلاما مؤلما....مفاده :«
الجولان وفلسطين..... .و........و......سوريا
.....والعراق.........في اليمن.........و........»
قطب الفارس جبينه وتجهم وجهه وأشاح عني وكأنني سمعته يقول : « ......الا تبا لكم.»
سألتني المرشدة : ماذا قال لك ؟
أجبتها : قال إنك.....فاتنة أيتها السيدة الفاضلة ،
وانصرفت.....والالم يعصرني...
. وغصة بطعم الحنظل تخنقني .

ليست هناك تعليقات