{ بداخل كفي.!}


 حسين الباز// يكتب .......

قصة قصيرة: { بداخل كفي.!}
..رمقت كفي لأقرأ حظي، قيل إن مالك خط متصل زهري، الخطوط سوى بصمات.. أقول!
حين أخذ كفي يتمدد ويتمدد حتى بلعني.
..بداخل كفي وجدت حظي ينتظرني، أمسك بي ورافقني إلى قصوره، كل قصر به شرفات،كل شرفة بها أبواب، كل باب بها نوافذ، كل نافذة تطل منها امرأة،
وكل امرأة فيها حبيبات، وكل حبيبة فيها مدن، وكل مدينة فيها شوارع، وكل شارع فيه أرصفة، وكل
رصيف فيه أناس... وكل فرد هو أنا!

..رأيتني شعبا يمشي، يتسوق، يعمل، يتعب، يفرح، يحزن، يعيش، يموت...
وقبورا تعد لي، ومآتم تنصب، فكفنتني، ودفنتني، وصليت علي الجنازة، وخلفتني لأكمل المشوار وتناسيتني، و كلما مت أقمت علي طقوس الوداع...
و هكذا أستمر.!

_ياه.!قلت.. كم أنا محظوظ!
..تهت الطريق، وكفي مرشدي لا يزال يعصرني، طرقات تحوي أزقة، كل زقاق يبتلع المارة، يضج بالباعة، وأنا مفرد بكلي، أسكن جميع الديار، أجلس في المقاهي، وأعمر المساجد، وأشتغل موظفا وبائعا وفلاحا وفرانا وناذلا، وبرلمانيا ورئيسا، و...!
ألج السينما، أتفرجني، السيناريو أنا كاتبه، والمخرج والمنتج والأبطال، حتى بائع التذاكر هو أنا، أجري وأجري.. البرد قارس، الحر ساخن، وأنا أجري!
ثرت وانقلبت، حكمتني، قتلتني، سجنتني، و لا أنتهي!
يا لحظي..!

..لا أود الخروج من كفي، الشمس تحرقني، والقمر يطفئني، النهار ينشرني والليل يلبسني...
وأنا نائم!!

_حسين الباز/المغرب_

ليست هناك تعليقات