انــتــظــار



 بشير عبد الماجد بشير//يكتب .....

انــتــظــار
****
عامانِ نحنُ كالـتـِّجار المُفلسين ..
كلَّ مرةٍ نُقلبُ الدّفاتر القديمة ..
لعلّ من زوايا بعضِها تُطلُّ فجأةً ..
أرباحُنا المنهوبةُ العظيمة .
عامان دائماً عيونُنا مشدوةٌ إلى الأفق
لعلّ نجمةً تخصُّنا تلوحُ فجأةً ..
فتَحْتفي النُّجومُ كلُّها بها ..
وتنتشي السَّماءُ فَرْحَةً بها.
ويرقُصُ الألق .

عامان نحن في مشارف الميناءِ ..
نرقُبُ السفينةَ المجهولةَ ..
الّتي من ألفِ عامٍ أبحرت ولم تَزَلْ
ودائما تجيئُنا الأخبارُ أنّها قريبةٌ وقادمة ..
وأنّها تُصارعُ الأمواجَ ..
في صُمود ألف ماردٍ..وأنّها..وأنّها
ونحن يا أميرتي نُصدِّقُ الأخبارَ كلها ..
ونَغزِلُ الآمالَ من خيالنا
وكلَّما تُخيِّبُ الميناءُ غَزْلَنا ..
نُعيدهُ.. نُعيدُهُ .. بلا مَللْ .

عامان نحن يا أميرتي على الطَّريقِ ..
نسألُ الرُّكبانَ عن أنباءِ سِندبادِ القافلة ..

فبعضُهم يقولُ لم يَرَهْ .
وبعضُهم يقولُ إنّه قد لاحَ في السّرابِ مرّةً ..لكنّهُ سرعانَ ما اختفى .
وبعضُهم يقولُ إنّهُ أعانَهُ وأكْرَمَه .
وبعضُهم يقولُ إنّه أوصاهُ..
أنْ نظلَّ هكذا على الطريق ننتظر ..
وأنّهُ لا ريبَ في مجيئِهِ مع السَّحر
وأنّ في أعماقنا سيهطُلُ المطر
وترتوي الجذور كلُّها ويسطعُ القمر
ونحن لا نزالُ يا أميرتي
على الطَّريقِ في خطرْ .
***
بشير عبد الماجد بشير
السودان

هناك تعليقان (2):

  1. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
    الردود
    1. جزيل شكري وتقديري لاسرة مجلة لآلئ ادبية والتحية للجميع .

      حذف