الجزار الأميق / إلى صاحبة الجلالة


الجزار الأنيق / يكتب 
إلى صاحبة الجلالة      

مازلت هنا 
في جمر الهوى أقفُ
لأجدد بيعة عشقي 
يا مولاتي و أعترفُ
فبدون عيونك يا امرأة 
لا شئ معي 
أنت أثمن ما في الكون يختطفُ
عيناك خزائن قارون و كسرى 
ومناجم من ذهب 
أفنيت عبيدي بينهما دهرا 
عيناك مغارات علي بابا
ياقوتي مرجاني 
و الزمرد و التحفُ
أنت بمحجر عيني
لؤلؤة 
أذبح جفني 
كي لا ترى البحارة ما يخفيه الصدفُ
أقفلت على اسمك في أذني
و سرقت إليك النار على كفني
وتٱمرت على أقداري 
أغرقت لأجلك كل السفن
فأنا من أحرق في حبك روما
لا ندم فيك و لا أسفُ
لأكون حبيبك يا امرأة 
أكفرت بآلهتي وهدمت الأوثانا
بنيت أهرام الجيزة من ظهري 
و حرث لك البحر أحلته بستانا
لأكون حبيبك يا قاسية 
سافر حبك بي 
للنبع و أرجعني عطشانا
إن كان دخولك في حبي معجزة 
فبمثلك يا امرأة 
لا تأتي بها الصدفٌ
هذا عامنا العشرون يباغتنا
كالبرق مضى
ألفا عام أخرى 
بمعابد عينيك سأعتكفُ
عشرون عاما 
مازالت شفتاك مغامرة 
تستدعي الحفار لمقبرتي 
تغري طيشي و جنوني وكل دمي 
كفراش أصعق في
قبلاتك آخر أجنحتي 
وأمرغ في الحمم الحمراء فمي
عشرون عاما 
وكفهد إفريقي يركض في أوردتي
ذاك الشوق و ذاك الشغفُ
هي قبلتك الأولى 
أنفاسك شبت في رئتي
تلك الشفة السفلى
من سبب محرقتي
أستسلم بينهما كسجار
روحه بين شفاهك تُستل و تُغترفُ
عشرون عاما
مازالت فيك الأنثى تفاجئني
تلعب كل الأدوار معي 
كالطفل مواهبها تدهشني 
تتلون لي في ألف امرأة
واحدة تأتي
و الأخرى تنصرفُ
يا امرأة حين تفتح بوابات ذراعيها
تقطع أخباري
تمحى آثاري
تنشق بي الأرض و أنخسفُ
ما دخلك سيدتي 
في عيدك الأربعين أو المائة حتى
بعد الأربعين يا قطتي 
تتوغل فيك الأنثى 
تتوحش فيك الأنثى
تتنمر فيك و تحترفُ
الآن تركز فيك السكرْ
و عقاقير عيونك تصبح أخطرْ
فدعيني أتعاطاك على مهلٍ
أسكب من شفتيك و أرتشفُ
أنت الآن عتاقاتي 
وجرار نبيذي و كاساتي 
فالخمر الفاخر يا ساقيتي 
يحلو بمرور الدهر و يختلفُ
فأنا من يخشى نفاذ ذخيرته 
وأنا من يخشى جفاف يراعته 
و طويلة فيك حربي
وطويلة فيك الصحفُ
عشرون عاما 
مازلت أذاكر بدء مواعدنا
أتذكر دهر إنتظاراتي
أتوهم وجهك في حافلة تمضي 
أتجرع تحت الشمس و تحت الأمطار مراراتي 
ما زلت أراجع وقفتنا الأولى
وسلام في أيدينا يرتجفُ
لم أنسى أبدا
سحب زنادك دون اعتصابي
و < أحبكَ> من فوهة خرجتْ 
كرصاص الرحمة أنهى عذابي
و < أحبكَ > ما زال صداها قنبلة 
أشعلت لي الشمس بعود ثقابِ
حين أخرجني حبك للدنيا 
بتشابك أيدينا 
في شاطئ عين ذئابِ
أستكشف كالمشلول حياة يدي 
و كأن أصابعي من يدها ولدت 
حين تكسّر في لمستك الخزفُ
مازلت أراجع في 
<كازا بلانكا > تسكعنا 
في مقهى< كشمير > و < أسطوريا > قهوتنا 
في سينما < الكوليزي > شقاوتنا 
كخطوط يدي 
محفورة تلك الأسطورة في ذاكرتي
لا الشيخوخة منها تنال ولا الخرفُ
أني لا أسأل في الدنيا 
بعدك النعم الأخرى
أنت غنائم معركتي 
ومن الله جائزتي الكبرى
فأنا 
حين أمشط شعرك يا حوريتي
أبواب الجنة لي تزدلفُ
ماذا يبقى 
بعد عيونك في الأرض سيغريني
بعدهما أشقى
و عيون نساء العالم لا تكفيني 
فهما الأحلى 
و هما الأغلى 
عيناك كبنغازي
شرف الموت لأجلكما 
ما بعده يا سيدتي شرفُ

الجزار الأنيق 
بنغازي صيف2019

ليست هناك تعليقات