أ/يحيى الهلال /تبلج الصبح


الأستاذ الشاعر يحيى الهلال /يكتب 

***** تبلّجَ الصبحُ *****

تـَبَـلّـجَ  الـصـُّبحُ  بِـالأنــوارِ  مـُبـتسـِما
ألـفـَيتُ وجهـكَ للإصـباحِ  قـد رسـَمـا

مـا  جـاءَ  نـورٌ  تـُزيلُ الـلّيـلَ طـَلعـتُـهُ
إلّا  بِـوهـجٍ  مـنَ  الخَـدّيـنِ  مُـنـقسِـما

لَـمّـا   تَـغـشّاكَ  نــورُ  اللهِ  كُـنـتَ  بِــهِ
شَـمسًا تُضيءُ على الأكـوان مُخـتـَتِما

آلاؤكَ  الغـُـرُّ  لـنْ   تـفـنـى  مـَكـارمُـهـا
فـي كـلّ يـومٍ يَجيءُ العِـلمُ مـُنصدِمـا

مـاذا  أقـولُ... وعـقـلي قـاصرٌ  رَهِــقٌ
عـَمّـا يـليقُ ...فوَصفي جـاءَ مـُنخرِمـا

فـَأنـتَ تـاجٌ  عـلى هـامِ الـكـمالِ جـَثـا
والـكـلُّ  خَلـفكَ بـالإعسارِ قـد  جـَثمـا

سـِرٌّ عـظـيمٌ مـنَ الـرَّحمـنِ فـيكَ سـرى
يَسمو بـهِ الخلقُ في الأكـوانِ مُنـتظِما

والشّمـسُ تجري بذاكَ الـوجـهِ دورتـُها
منـهُ البُدورُ سـمَتْ نحـوَ العُـلا  شـَمَـما

مـا الحسنُ في الكونِ إلّا منكَ مـَبدؤهُ
مـِنْ ذَرّةِ مـنـهُ ضـاءَ الـحسنُ مـُبتسِـما

مـا حازَ يوسفُ شطرَ الحسنِ من قِدمٍ
إلّا  وَحُسـنُـكَ  لِـلشـَّطريـنِ قـد وَسَـمـا
*   *   *   *   *   *   *   *   *   *   *
فـي  كـلِّ عــامٍ  ربــيعٌ جــاءَ  مُـنـفـردًا
عِنـدي الـرّبـيعُ كَســا الأيّـامَ مـُنسجِـما

أشــدو  بـِحـُبّـكَ  والأيّـامُ  تَحجُـبُـنـي
حَـبلُ الوصالِ غـدا  بالذّنبِِ  مُنـصرِمـا

والـرّوحُ تشـكو إلـيكمْ ثِـقلَ مـُوجـِعـها
والقـلبُ بـاتَ على الأشـواقِ مُضطرِما

بُعـدٌ يـُفـتـِّتُ والأغصـانُ  كَــمْ  ذبُـلـتْ
والعـُمرُ وَلّـى وذاكَ الجـِذعُ قـد هـرِمـا

إنّــي  أتــوقُ لـِيـومٍ  فـيـهِ  يُسـعـفُـني
ربٌّ  وَدودٌ  يـُداوي الحزنَ  والسّـأَمـا

في شـمّـةٍ مـن عُطورِ الحـيِّ ترفـعُـني
مـنْ قـاعِ بحرٍ سـقاني الـهـمَّ  والألَـمـا

أقـمتَ في كهـفِ روحي بعدَ خـافـقِها
يهنـيكمُ اللهُ فـي السُّـكنى ومـا قسَما

مـا نـابَـني مـن هـواكـمْ غيـرَ نائـحـتي
مـا عِشـتُ أحلُـمُ أن أبقـى لكـمْ خـدَما

لـكـنّ  حـظّـيَ فـي  الآمــالِ مُـنـكـمِشٌ
والـنّحـسُ يقـرعُني إذ بـاتَ لي قِسَـما

بـِالـحـمــدِ  أرفــعُ  رايـاتــي وأســـألــهُ
أيّـامَ سـعـدٍ تُـزيـلُ النـّحـسَ والسَّـقَـما

ألقـى الحبـيبَ على حـوضٍ ويُكرمـُني
منْ كـوثرٍ يُطـفئُ الصّـادي وما ضـرَمـا

ثـمَّ  الصّـلاةُ  علـى  الهـادي  وعـِتـرتِـهِ
والصّحبِ جمـعًا غدَتْ أوصافُهم عَلَما
*   *   *   *   *   *   *   *  *   *   *
إنّـي  تـوســلتُ  بالـرّحـمــنِ  مُـبـتـهـِلًا
أن يـرفـعَ الضّـيـمِ عـن أوطـانـنا كـرَمـا

فـقـد  تـَجَـهـّمَـنا   الأعــداءُ  فـي  تِــرَةِ
أحـقـادُهـمْ  مَـزّقـتْ  أجسـادَنـا  نَـهـَمـا

واسـتصرخَـتْ حُـرّةٌ من قبـحِ فِعلتـهم
تنـخـي بـذي شـرفٍ لـو بَـزَّ (مُعـتصـِما)

والأرضُ أضـحتْ إلى الأغرابِ عُـهدتُها
والـدّارُ تـبـكـي...غـدا سُـكـّانُـهـا عَجَـمـا

رَبّــاهُ...ضـاقـتْ بـيَ الدّنيا  بما رحـُبتْ
مـالـي سـِـواكَ يـُزيـلُ الـهَــمَّ  والـقَـتَمـا

هـَدّئْ فؤادي برفعِ الحـيفِ عن وطنـي
واجـعل شـتاتَ العِدا بالخـِزيِ مُنـهزِمـا

#بقلـمي يحيـى _ الهـلال

   3/11/2019

ليست هناك تعليقات