تسليم القبلات

حسان الخورى

سَيِّدتي ...
محطَّاتُ التَّوهُّمِ أرهَقَتني ..

ذاكِرةُ وحدَتي لا تَكفيني ..
وعِندَ غيابِكِ يُغادِرُ الزَّمنُ ..
تغُصُّ نَفسي وتَلوذُ بينَ الأضلُعِ ..
يَهيمُ النَّبضُ علىٰ وَجهِهِ ..
يَقرَعُ طُبولَ المُعاناةِ ..
أُحاوِلُ التَملُّصَ مِنهُ ..
والابتعادَ عنِ الخِصامِ ..
لكنَّني لنْ أستطيعَ التَّحرُّرَ ..
سيَركُنُ بي في مَوعدِ الانتِظارِ ..
يَستَدعي الشَّوقَ عبرَ حاجِزِ الزَّمنِ 
ليَجثُمُ علىٰ فُؤادي ..
وكُنتُ ظَننتُهُ قد نامَ في القديمِ الغابِرِ ...
سَيِّدتي ...ِ 
كيفَ تُهرِّبينَ الجَمالَ تَحتَ فَساتينِكِ
كيفَ تَفوحُ أنوثَتُكِ من عينَيكِ ..
ويُدَوزَنُ خصرُكِ في غيابِ أصابِعي ..
كيفَ تتعَمشقُ النَّشوةُ إلىٰ شفتَيكِ ..
وتنتَشي النَّارُ علىٰ قُبَبِ نَهدَيكِ ...
سَيِّدتي ...
أنوثَتُكِ المُتَنامِيَةُ تَشُدُّني ..
أفخاخُ جسَدِكِ بَدَتْ مَنصوبةً ..
فَأنصُبُ عَينَيَّ على أوَّلِ المُغامَرةِ ..
أتذكَّرُ أوَّلَ قَطفةٍ منْ شَفتَيكِ ..
أُثَرثِرُ بشَيءٍ منَ التَّشاقي ..
أُرَدِّدُ تَفاصيلَكِ ..
أتورَّطُ بِتَواطؤِ شَفتَيكِ ..
فتَجِنُّ حَواسِّيَ الحسَّاسةُ لنَبْضِ أنوثتِكِ 
تَنزلِقُ القُبُلاتُ في حَواري النَّكهةِ ..
يعبَثُ التُّوتُ بحَدْسِ العَرَّافةِ ..
يُؤجِّجُ النَّارَ ..
يُحرِّضُني علىٰ اتِّباعِ مَسيرِ الشَّهوَةِ ..
تحتدِمُ الدَّهشةُ ..
فَتَبسُطينَ رائِحتَكِ علىٰ المَوقِفِ ..
ترُشِّينَ من مَاكِرِ اللَّذَّةِ ..
أعُومُ في أنحائِكِ..
ثمَّ أعودُ نحوَ الضِّفافِ ..
فيَذهبُ الكَثيرُ مِنَّي إلَيكِ ...
تَزيدينَ السُكَّرَ ..
تَختلِطُ نَظَراتي بالقُبُلاتِ ..
ليسَتْ عادَتي اجتِرارُ القُبُلاتِ ..
ولكنَّ الكُلَّ هنا ناضِجٌ ومُكتمِلٌ ..
أصابِعي المُعَتَّقةُ باعتِيادِ المَسيرِ 
تُجِيدُ حَرْقَ مراكِبِها في المَعركَةِ ..
تَجُرُّ عَرباتِ الاشتِهاءِ والتَّحريضِ ..
تُسابِقُ الوَقتَ ..
كلُّ شيءٍ مُستَحَقٌّ ..
إشاراتُ الفَوزِ مَهزومَةٌ ...
والشهوَة وَحدَها جائِعةٌ ..
زُحامٌ ..
جُنونٌ من الحَركاتِ .. 
العِشْقُ المُوصَلُ إليكِ يَعملُ بِجِدٍّ ..
رِهانُ التَّتابُعِ سيصِلُ إلىٰ الشَّهدِ ..
أتسلَّقُ الجُنونَ مَسامةً مَسامةً ..
فيحدُثُ انقِلابٌ في الجُنونِ إلىٰ ساقَيكِ ...
تَقولُ شَفتايَ العَائِدتانِ من تَسليمِ القُبُلاتِ ..
لقدْ أنهكَتني كَثْرةُ مَواضِعِ الخَمرِ ...
فيَسيلُ السُكَّرُ ..
يَختَمرُ النَّبيذُ ..
تَفوزُ شَفتاكِ بالرَّشفَةِ القاضِيةِ ..
الارتِعاشُ لا زالَ وَلوداً ..
شَهقَتانِ إلىٰ ثَلاثٍ ..
تَتَخلخَلُ خَواصُّ الحَواسِّ ..
وَيلٌ لي منْ شَقشَقاتِ النَّشوةِ ...
وفجأةً وَهتْ عَيناكِ ...
غابَتِ الحَواسُّ في سِرِّها ..
غَفا الجَسدُ ..
هلْ هيَ هُدنَةٌ .. ؟!
هلْ هُناكَ رَدَّةٌ...؟!
أمْ قدْ خارَتْ عَزيمَةُ الجَسدِ .....!!!!!


ليست هناك تعليقات