{ أمي }


بقلم

علاء الغريب


{ أمي }
الشتاءُ قادمٌ ....
والرّبيعُ يُلملمُ شـٓتاتَهُ لِيرحلَ
... خبأَ في حَقائبهِ جميعَ فَراشاتِه 

... جمعَ الطيورَ والفرحَ
قطفَ ألوانهُ .. 
ونَثَرها في السّماءِ قوسَ ُقزح
لِيلجَ في تَسابيحِ السّماءِ
أمي .........
إنّ الرّبيعَ راحلٌ
.... نادَيتُهُ
.... فَشكَيتُهُ
وبكيتُهُ 
غللتُ جلبابَهُ 
فَنثرَ عطراً
قالَ لي ... 
لا تَحزنْ !؟..
هناكَ خَلفَ الغيومِ أرواحٌ 
تبكي مطراً
............. تُحيني
والسّماءُ في مخاضٍ 
تَنتظِرُ قُدومَ تلاوينِ 
أمي .........
عندما تزهو وتَبتسِمُ السّماءُ
وتُسبّحُ نجومُها اللهَ في الدعاءِ 
سيأتي الربيعُ إليگـِ 
زَرعتُ وَجهيَ لگِ
في وردةٍ بيضاءٍ
سَقيتُها مِن شَرايني 
كَتَبَتْ على أوراقِها أسئِلةً
تُحَيرُني وتُضْنِيني
أمي ....... 
كَيفَ روحگ ِتسافر !؟
هل تَحطُ الرّحمةُ أدواتَها وتُغاِدر !؟
وهل يُهاجِرُ عِطرُ الأَمانِ
على جناحِ طائِر !؟
وكيفَ يَضيعُ مِنّي
تُرْجُمانُ كَيانِي !؟
وهلْ تُحسَبُ بِدونكِ سِنيني !؟
أُمي ... 
بَحثتُ عَنگِ في جَميعِ وُجوهِ الأرْضِ
فلمْ أرى وجهاً يُشبهگِ
أمي......
يا ضيائي وقبسي 
في سَاعَاتِ ظُلمة الروح المنكسرة
ودِفئي وغِطَائي
في جَليد شتات أنفاسي المندثرة
أمي .... 
يا أجمل النساءِ
يا رجَفات قلبي وحَنين خِبائي
لا أريدُ مَسْكنَ القُصورِ
فأن جُدرانَها بارِدة
تَرْشَحُ سُكوناً
تُبْكيگِ وتُرُثيني
أمي...... 
أُريدُ أنْ أنامَ دَاخِل ظِلال رَسْمِگ
فَهُنا دِفئي
فـ خُذي بـ يَدي المُرتَجِفة
واحْضُنيني

علاء الغريب / كاتب صحفي

ليست هناك تعليقات