عيدك يا أمي
الاستاذه… فخامه يمنيه/تكتب
من اجل عيدك ياأمي.........
--------------------------------------------
في صباح ذلك اليوم كانت نور تقوم بعملها كالمعتاد بتجهيز افطار اولادها ليذهبو الي مدارسهم
اجتمع الجميع على سفره الافطار ولم يكن احمد هناك .....ذهبت الى غرفه نوم اولادها لتفقده ولم تجده سألت اولادها الاربعه ولم يجبها احد فلااحد يعلم اي هو ...
فزعت الام وراعها اختفاءابنها ذو السته عشر ربيعا فلبست عباتها واغلقت على ابنائها وهرعت الى منزل صديقه علي لتسال عله يعرف اين ذهب ....فتح علي ليجد والده احمد أمامه ...
دهش لتواجدها امام منزلهم في هذا الوقت المبكر ...اهلا ياخاله تفضلي بالدخول ....
- لاليس هناك وقت للدخول اخبرني هل جاء احمد اليك في هذا الصباح.....
- كلا لم ياتي الي اليوم فحينما طرقتي الباب اعتقدت انه هو !
توترت نور كثيرا ...ترى الى اين سيذهب في هذا الصباح فليس من عادته ان يخرج دون ان يعلمها
- ارجوك علي اذا علمت بشي ان تخبرني ...!
- حسنا ياخاله لاتقلقي وعودي للمنزل وسأرى اين ذهب ...
عادت الام الى منزلها والقلق يسيطر عليها ذهب بقيه ابنائها الى المدرسه .....قامت بتنظيف المنزل وبينما هي تطوي فراش احمد وجدت ورقه تسقط منها اخذتها بلهفه لتقراء فيها ...امي الغاليه لاتقلقي فلدي مفاجاه لكي ستسعد قلبك الحزين الذي احتوانا بعد فقدان ابي في هذه الحرب وستسعدي بما ساحضره لكي اليوم ...
ابنك المحب / احمد
طوت الورقه وارتعش جسدها بقوه اي مفاجاه يابني فلما لم تخبرني بذهابك .....رفعت راسها الى السماء وعيناها تدمعان ولسانها يدعو الله ان يحفظ لها ولدها الاكبر ويرجعه بالسلامه اليها فهي لاتريد منه شيئ الاان يعود سالما .....
اقترب وقت الظهيره من ذالك اليوم وهي على سجدتها بعد ان اعدت لاولادها طعام الغداء والسبحه بيدها وماان انتهى رفع الاذان الاوهي تنهل بالدعاء ليرجع لها ابنها بخير.
عاد اولادها من المدرسه والصغير منهم يرمي بحقيبته وينادي عليها
- امي انا جائع اريد طعاما ....
اقتربت منه والدته وقبلته في جبينه وضمته الي صدرها ادعو ياحسن لااخيك ان يعود الينا سالما .....بللت جبينه بدموعها وهو يتسال بنفسه مالذي يحدث ....
حسنا الله يرجعه بالسلامه اين الطعام فانا جائع ....
صرخ في وجهه اخيه سامي :- الاتشعرياحسن امي قلقه على اخانا احمد ...
اشعر بماذا انا اشعر بالجوع ..
اقترب منه اخيه سامي واراد ضربه وفكت النزاع بينهما واخذت تضحك وقالت لاباس فهو حقا لايشعر الان الا بالجوع دعنا نملي معدته الصغيره لنرى بعدها هل سيشعر بعدها بشي اخر ....
اختبئ الصغير خلف امه وهو يخرج لسانه لااخيه لاانصاف والدته له ممااغاض سامي وهم باللحاق به وضربه ...منعته والدته لاباس ياسامي فهو اخاك الصغير فهو لم يبلغ السابعه بعد وانت اكبر منه ......
- حسنا ياامي من اجلك فقط سادعه وشانه ...
قدمت نور لاابنائها طعام الغداء واكل الجميع وذهبو لكتابه وظائفهم المدرسيه بينما تقدم اليها ابنها الصغير وهي تغسل الصحون
امي اين احمد ولما انتي قلقه عليه
مسحت يديها بملابسها واقتربت من صغيرها ومسحت على راسه تداعبه الان بدأت تشعر ايها المشاكس .....ضحك الصغير ولحقت امه خلفه مداعبه له وهو يهرب منها وشارك بقيه اخوته اللعبه معهم وضحكو كثيرا وهي تقول اخوكم الصغير بطنه اكبر منه ......دعوني اكل هذه البطن الصغير التي اشغلت ابني كل يوم كانت تعض على بطنه بخفه وهو يضحك واخوته يشاركونهم مرحهم قالت الام ...حسنا يكفي الان مرحا لن اؤخركم على كتابه وظائفكم ..
حينما همت بالخروج استوقفها سامي ....
- أمي انتظري ...
التفتت اليه ..ماذا هناك يابني
اخرج من حقيبته المدرسيه كيسا صغيرا وتقدم اليها ووضعها بين يديها وقبلها ...كل عام وانتي كل الخير ياامي الحبيبه ...
وهنا اخرج كل اخوته هداياهم الصغيره من حقائبهم وقدموها لها وقبلوها وتقدم اليها حسن وهو يخبئ شيئا خلفه وقدمها على استحياء منه ....خذي ياامي هذه هديتك ....
كانت قطعه حلوى كان قد اشتراها من المدرسه واكل نصفها...
كانت كامله ياامي لكني جعت فاكلت نصفها .....ضحك الجميع عليه وقالت نور :- الم اقل لكم يجب ان اكل بطن هذا الولد الصغير وهجمت عليه مداعبه اياه وهو يحاول الافلات منها وهو يضحك وهي تحاول امساك بطنه وعضه بمرح ....
واخذت صغارها بين احضانها وتنهدت بعمق ....اسمعوني ياصغاري انا لااريد هدايا منكم فانتم هي الهديه التي رزقني الله بها في هذه الحياه فلااريد منكم هدايا بعد اليوم ....
اجابها سامي ...لكنا تعودنا كل عام ياامي على احضار الهدايا مع ابي لك ....فليس معنى انه رحل عنا ان ننساكي ....احتضنت صغارها والحزن يعتصرها وجودكم في حياتي يغنيني عن اي هدايا ورحمه الله على والدكم فان كان رحل عنا فانتم خمسه رجال تحلون محله واكثر .....
رفع حسن راسه الى امه ...
- اذا هل احذ الحلوى واكلها......؟
ضحكت نور واخوته.....
وقالت :- كلا الاالحلوى فانا ساكلها الان ...
ووضعتها كلها بفمها وهو يحاول ان ياخذ منها قطعه وهي تهرب منه وهو يجري ورائها ....
- حسنا ياامي لقد اصبحتي مثلي لكنك اكبر وصاحبه بطن اكبر ..
ضحك الجميع وعاد كلا الى عمله ...
مر ذلك اليوم بتثاقل دق المنزل في منتصف النهار كان علي صديق احمد :- هل عاد احمد ام لا ؟
ردت عليه نور :- سيعود احمد في الليل ..
تنفس علي بزفره قويه وقال ..الحمدلله المهم انه اطمئن بالك عليه كنت قلقا جدا طوال اليوم وخفت انه سينفذ مابراسه .....
- عن اي امر تتحدث ياعلي ؟
هاه لاشي....لاشي استاذنك لاارجع للمنزل للمذاكره.....
واسرع مبتعدا من امامها .....
حل المساء وبدا القلق يسيطر على نور نام ابنائها وظلت تنتظر عوده احمد .....
طرقات متباعده على باب منزلها ونبضات قلبها تتسارع اقتربت من الباب ...من هناك ...
رد عليها :- انتي والده احمد ؟
- نعم من انت ..؟
- خذي هذا الصندوق فقد ارسله احمد اليكي ...
- اين احمد اين هو ...؟
لم يصلها ردا من ذاك الطارق فتحت الباب ولم تجدله هناك ...نادت ولم يجبها ....حملت الصندوق الى الداخل وفتحته ووجدت بداخله اغراض منوعه ملابس وعطور واشياء اخرى وبجانب كل ذلك وجدت رساله التقطتها بسرعه واخذت تقراء مابها .....
امي الغاليه كل عام وانتي بالف خير وليجعلك رب السماء تاج على رؤوسنا انا واخوتي ...
هاهي اول هديه مني اليكي فانا صرت رجلا يعتمد عليه ...
امي لااريد منك البكاء او الصراخ او العويل فلتظلي كما عهدتك جلدة صابره تتحمل متاعب الحياه فانت لنا سند بعد وفاة ابي وتحملتي الكثير من اجلنا وها انا اليوم قد كبرت ياامي واحذو حذو ابي وسارفع اسم بلدي عاليا ولحقوقه مدافعا ولكرامه وطني اضحي بحياتي .....
غاليتي امي لم استطع مواجهتك باني راحل وللجهاد وجهتي وغايتي اطلب منك انت تظلي قويه لااجل اخوتي ولاتنسيني بدعائك لااكون قريبا منك وعائد ....
ابنك المحب :- احمد
ارتمت على الارض وقد بهت وجهها وتحدث نفسها اي دفاع ياولدي تتحدث عنه واي جهاد تتغنى به لازلت صغيرا ياولدي وعن مايدور حولك لاتدري فلاجهاد حق هنا ياولدي فمن تقاتل في جبهات القتال هناك يمنيون مثلك اخذوك ياصغيري من احضان امك كما اخذو اباك من قبل لكني وكلت امري الي ربي ليرجعك الي وعن مايدور هناك لااحكي لك وافضي فطالما عن السياسه ابعدتك وعن مسيره والدك نحيتك وحقائق عنك خبئت .....
رفعت يداها وهي تمسك برساله ابنها وعيناها نهرا من الدموع ينصب على خديها ودعوات جليه الى الله لاابنها ان يكون له حافظا وعن رصاصات الغدر راعيا والي أحضانها عائدا......
سبأ اليمن

ليست هناك تعليقات