بعد سن الستين
الاستاذه نجاة فؤاد البهلول /تكتب
( بعد سن الستين )… . قصه قصيره
كان الدكتور أحمد الذي تجاوز عمره 66 عاما وزوجته الدكتوره ثريا التي كانت تصغره ب 6 سنوات يجلسان سويا في بهو الصاله بشقتهم التي تزوجا فيها منذ أكثر من أربعون عاما مضت وهي في منطقه شعبيه بالعباسيه والذي أنجبا فيها أولادهم وعاش معا سنين عمرهم بحلاواتها ومرارتها…
وكان يشاهدان فيلم ( نهر الحب ) بالتلفاز فكانت الدكتوره ثريا من عشاق هذا الفيلم وكانت تتأثر وتبكي كما لو كانت هي بطلة القصه ولست الفنانه فاتن حمامه…
وعندما رأي الدكتور أحمد دموعها تسيل علي خدها كحبات اللؤلؤ المنثور وعيناها لامعتان مثل نجوم السماء ووجنتيها مالت للأحمرار قلبه أنخلع من صدره خوفا عليها… فهي حب شبابه ورفيقة دربه الوفيه المخلصه وعشرة عمره كله...
فقام وبسرعه شديده أحضر لها منديل وجلس يجفف دموع عينيها ويمسح خدودها برقه كما لو كان يمرر يديه علي أوراق ورده منديه ويخشي أن يخدشها…
ثم أمسك يدها التي ظهر عليها التجاعيد بحب وحنان ورمانسيه
ووضعهما بين كفيه ووضع عليهما قبله رقيقه تحمل كل معاني الحب والعرفان وضمها الي صدره برقه وحنان…
وقال لها…
أنتي حبي الوحيد… بل انتي الحب كله…
فردت عليه وهي تنظر له بعيناها المجهدتان والذي يحوطهم السواد والتجاعيد ولكنهم مملؤان بالحب والحنان...
وقالت له….
وأنت عشقي الذي أمتلك قلبي وروحي منذ نعومة أظافري
وهمست في أذنه بصوت ناعم
معقوله لسه بتحبني بعد العمر دا كله ؟…
فنظر اليها بعينيه من خلف نظارته التي أجهدتها القراءه
والبحث في المجلدات
وقال لها…
بحبك .. وهفضل أعشقك حتي خروج آخر نفس من صدري
وحتي آخر دقه في قلبي… فأنتي أميرتي المتوجه علي عرش قَلبـ♡ــيے يا عشق عمري…
حضنت يداه بيداها كعصفور صغير نائم في عشه
وقالت له…
أن كنت أنا أميرتك… فأنت تاج عزتي ياحلم عمري...
وأن كنت أنا شمسك… فأنت نوري ودفئ...
وأن كنت أنا قمرك… فأنت ضي عيوني...
أن كنت أنا عاشقه لك… فليس بذنبي...
فأنا خلقت بجسد روحك تسكن فيه…
ودمي الذي يجري في عروقي...
فصيلتك تحميه...
ثم نظرت لعينيه نظره طويله ثم قبلت كف يديه ودعت ربها ان لا يحرمهم من بعض ويديم عليهم الصحه والسعاده…
فقام الدكتور أحمد من جوارها ومشي بضع خطوات متثاقله نتيجة الآلام الروماتزميه التي أصابة قدميه من الوقوف عليها بحجرة العمليات فترات طويله ومعالجة المرضي... ورجع اليها بكأس مثلج من عصير المانجو التي تحبه...
وقال لها…
أعدته بيدي من أجلك ياعمري بألف هنا وشفا وأعطاها آياه
ثم مد يداه علي الكاست وقام بتشغيل أغنيه لفريد الأطرش
(ما انحرمش العمر منك ياحبيبي ولا من ضحكة عنيك الحلوه ديه )
ونظر اليها بأبتسامه مرسومه علي وجهه وشفتيه وقال لها فاكره الاغنيه دي ياحياتي
قالت له…
ياااااااه لسه فاكر !!!
دي أغنيتنا المفضله أيام لما كنا مخطوبين
لما كنا نسمعها سوا كانت تشعلل حبنا هههههههه
علي فكره أنا مش قد رومانسيتك دي ياعمري
قال لها…
أنتي اللي علمتيني الرومانسيه والحب والدلع
أنا عمري اللي جاي كله ملكك وحدك
أنا من اليوم فانوسك السحري تطلبي
وتأمري وأنا أنفذ يانور عيني…
وضعت يدها علي شعره تداعبه بأطراف أصابعها المجعده
وقالت له…
أنت رجعتني لأيام شهر العسل وأحلي أيام شبابنا
وضمت رأسه علي صدرها ووضعت قبله علي جبينه
وكادت أن تشق صدرها وتضع رأسه بداخله…
فرفع عينيه الي عيناها المملؤه بالحنيه
وقال لها…
أنتي أستحملتيني كتير في بداية عمرنا
وأنتي السبب في اللي أنا وصلتله النهارده
أستحملتي ليالي طويله سيبتك لوحدك في البيت
ورميت عليكي أحمالي ومسئولية الأولاد ربتيهم… وعلمتيهم... وجوزتيهم....
ݬ ووقفتي جنبي وساعدتيني أني أبقي أكبر وأشهر دكتور… وفرتي لي كل سبل الراحه… كنتي ضهري اللي بتسند عليه… وطبيبي النفسي في لحظات قلقي وعصبيتي … ووزيرة مالياتي وفك أزماتي … وسفيرا عظيما نيابة عني مع أهلك وأهلي...
وجاء اليوم الذي توجب عليه أن أريحك وأسعدك كما أسعدتينا وفنيتي عمرك وشبابك من أجلنا… .
ربنا ما يحرمني منك يا أمني ويا آماني…
(فعلا وراء كل رجل عظيم أمرأه عظيمه مثله )
بقلم /نجاة فؤاد البهلول
أتمني تحوز أعجابكم احبابي

ليست هناك تعليقات