الزمان





الأديبه فريال حقي /تكتب


أذاقنا الزمان البعاد  و تقاسمت عيوننا الفراق  و هاجرنا نستوطن مدن  الجليد. و ارتدى القلب في الزمهرير عباءة من البكاء. و صهل ثلج الحزن في القلوب و الأور دة. و أدركتنا الغصص و التنهيدات. نتحدى جنون البركان. لنجتر يأسنا في حومة الصمت و حولنا تشتعل البيادر. و يستبيح أرضنا و غدنا المغامر. و أختفت أنفاس الأمل الضائع وسط نكبات الدهر.  فرقصنا على الأحزان و الجروح و المواجع.  نعبر الليالي و البحار كطائر الفينق المهاجر من الصقيع و الجنون. الطير رسم في وجوهنا موعد العبور و نحن نمتطي صهوة الجرح المستحيل. و نطوف صحاري الظلام لأجل شعاع  فلا تسألونا عن وجدان وافته المنية في زحمة النسيان. لم يعد في الوجود غير خيال دمعة رعشة و قطرة دم و خفقة طين   و أضحى المكان حريقا و الزمان لهيبا.  يا سوريا ببعادك انطفأ الكون و احترق المساء  و تجمد الكون في الأعماق. و تلاشى الضياء. و أضحى أسير الظلام. و في الخافق تبعثرت الأهات. و تناثرت أشلاء الرماد. و أبحرنا تائهين في زورق الأوجاع  غمرنا الفيضان. و الموت أضحى فينا أنهرا. بعد أن شاخت الأرض قبل الأوان. و بتنا بين مسافة اللهفة وشهقة الأحتضار. قسما سنستعيد ضوء النجوم  و عشب الحقول. و. مرايا النهار  و سنصعد كالنجم على كتف الليل. و نتوهج لأجلك يا سوريا. بريقا و نداء. و ستبقى سو ريا محررة هضابا و تلالا.   الأديبة فريال  حقي

ليست هناك تعليقات