انسيه منسيه

لا يتوفر نص بديل تلقائي.
 حنان محمد عبد العزيز // تكتب ........

انسيه منسيه
:::::::::::::::::::
أوقات تشعر انها وحيدة ، وسط بؤرة تحاوطها خلائق من كل جنس ولون ، تجد نفسها في وسط هذه الدائرة وحدها ، والجميع لا يروها أو يشعرون بوجودها ، تشعر وأنها عاريه مع انها ترتدي زيها كاملا ، ولكنها تشعر بالبرد داخل مشاعرها ، احسيسها تنتفض من شدة البرودة ، تجلس وكأنها تحاول أن تلملم شتات نفسها ، تخاف أن يلتفت أحدهم ويجدها بهذا المنظر ، وجدت نفسها وحيدة بين أهلها ، لا يهتمون بها ولا يسألون عنها ، اعتادو على أنها هي من تتودد إليهم وتسأل عنهم ، عندما تشتاق إليهم ويأخذها الحنين إلى لمة الأهل ودفء العائلة ، تذهب إليهم لتستنشق حنان من كانوا في بطن أمها وجمعهم حبل سري واحد وولدوا من رحم واحد وكلهم يجري في شريانهم دما واحدا ، لهذا هي تشتاقهم ، أما هم فلا تفرق معهم سواء أتت أو لم تأتي ، لا يتذكروها ولا يفكرون فيها ، تقوقعت داخل شرنقت الغياب ، علها تأتي في ذاكرة أحدهم ف يأخذه الحنين إليها ويذهب ليراها ويتفقد أحوالها ، ولكن مرت السنون ولم يأتيها أحد ، وگأنها نسيا منسيا ، أدركت حينها بأنها خلقت وحيدة في هذه الحياة ، وعليها أن تكتفي بنفسها ، وكل ما كانت تشعر به من دماء تحن ، وقلب يئن ، ونيران شوق تكوي الضلوع ، وعينان متورمتان من الدموع ، كل هذا هان عليها كما أصبحت عليهم تهون ، هل بعد ضياع الحنان من قلوب الأهل والخلان ، ستجده من جديد في أي مكان ، ولماذا حل مكان الدماء ماء بارد لا يثمن ولا يغني من جوع ، برود وجبال من الجليد حجبت الرؤيا عن رابطة الدم وصلة الأرحام ، ولأنها قوية لا تريد الإنكسار أو الإستسلام داخل بوتقة الجحود العائلي ، قررت أن تصنع لنفسها جو عائلي يعوضها حرمانها من عطف وحنان الأهل فجأة قامت ، وانتفضت ، وسقطت منها قطعة من جسدها ، ذهبت إلى ناحية شرقية لتندمج مع جزئية من القوم ، لتنمو وسطهم وتعود إليها ومعها عائلة جديدة تدفء جزء من هذه الأنسية ، بدأت تشعر من جديد بالأمل ، وأنها أصبح لها عائلة جديدة تحتويها وتسأل عليها ، ثم قامت من جديد وانتفضت ، فسقطت منها قطعة اخرى من جسدها ، وذهبت إلى مكان ٱخر وأناس اخرى مختلفة ، لتندمج بينهم وتكون عائلة اخرى لها ، سعدت جدا هذه الإنسيه بعائلتيها الجديدتين ، وشعرت أنها ليس بمفردها في هذه الحياة ، وبدأت أنفاسها تستقر ، وبدأ شتات نفسها يتلملم ، ومشاعرها واحساسها شعرت ببعض الدفء ، وجدت لها عائلتين بعدما فقدت عائلتها التي نشأت بينها ، عائلتان محبتان لها ، يربطهم بها قطعتان من جسدها ، تأمل أن يملئون عليها حياتها الخالية ، بالمودة والسعادة ، هل ستعيش بالدفء الأسري الذي كانت تتمناه ، وحرمت منه وهي مازالت في ريعانها ، أم ستاخذهم متاهة الحياة في دورانها ، ويتركاها تقاسي لوعة الحرمان مرة آخرى ، هل سيجتمعا بها مرة آخرى ، أم ستظل إلى نهاية العمر إنسية منسية من الأهل والأحباب والأصحاب ، وستموت وكأنها لم تكن يوما على وجه الأرض ، نشأت في صمت ووحدة ، وستموت أيضا في صمت وهدوء ....
#بقلم_حنان_محمدعبدالعزيز

ليست هناك تعليقات