الاستاذ حسين الوردانى // كلب انجى
الاستاذ حسين الوردانى // يكتب .....
كلب انجى
كان ضياع كلب انچى حدثا فريدا فى قريتنا ، فقد أجل الحاج عويس فرح ابنه حتى يتم العثور على كلب انچى ، وهجر أصحاب المعاشات شجرتهم التى يلعبون تحتها الطاولة وذهبوا الى دوار فتوح أبو الدهب والد انچى المليونير الشهير الجواهرجى حاليا وقصاص الحمير سابقا ، لا أحد يعرف كيف هبطت عليه هذه الثروة ، والكل يعرف انه هرب من القرية منذ عشرين سنة عندما اتهم بسرقة حمار العمدة
... حتى الشباب الذين يتسكعون فى الطرقات ويجلسون فى حلقات السيجة تفرقوا للبحث عن كلب انچى
حتى مدير المدرسة أمر التلاميذ بالخروج للبحث عن كلب انچى
قال لنا مدير المدرسة سوف نذهب لتأدية واجب العزاء فى والد فتحى المسلوب علما بأنه رفض بالأمس ذهابنا لتشييع الجنازة ، فقال العمل أهم من الواجب
ولكن وجدنا مندرة المساليب خاوية ، فالكل ذهب الى دوار أبو الدهب لمواساته فى هذا الحدث الجلل
ذهبنا نحن أيضا لدوار أبو الدهب
كان الدوار مكتظ بالناس ، العمدة ، والمشايخ ، وأعيان البلد
استدعا أبو الدهب أحد العرافين ، فقال الكلب فى بئر عميق واذا لم يخرج من البئر قبل المغرب سوف يموت
انطلق الشباب بالتنقيب فى آبار القرية
قال لها أحد ( الطرقيين ) اذهبى الى مقام الشيخ ادريس دا بركة وكل اللى يقصده ينول مراده
وبالفعل ذهبت انچى الى مقام الشيخ ادريس وخلفها طوفان من البشر
دخلت المقام بمفردها وبعد لحظات خرجت وجهها مشرق مبتسمة وقالت الكلب موجود فى دورة المياه بالمدرسة القديمة الشيخ قالى كدة بنفسه
وتحرك الموكب بقيادة انچى الملاك الصغير كما أخبرنا الشيخ مرسى مدرس اللغة العربية بأن كلمة انچى فارسية معناها الملاك
وعادت انچى تحمل كلبها المدلل وقالت لابيها الكلب عاد بسبب بركة مقام الشيخ ادريس انت لازم يا دادى توسع المقام وتزرع حواليه جنينة
وافق الوالد وقام الشيخ ( الطرقى ) بالقاء خطبة عن فضل اولياء الله
قام المدير وتكلم عن كرامة الاولياء رغم انه بالامس كان يقول ان المقامات لبعض ائمة الشيعة فى العهد الفاطمى ، ثم أكمل : أنا وهيئة التدريس رايحين دلوقتى نشكر الشيخ ادريس نشيل ليه الفاتحة
وتوجهنا الى الشيخ ادريس وقرأنا الفاتحة ، ثم انصرف المدير ومن معه وبقيت أنا أقرأ فى اللوحة الرخام الموجودة فى جدار المقام
لفت انتباهى حركة داخل التابوت
تواريت خلف شجرة لبضع دقائق ثم خرج من التابوت ربيع حرامى الطيور ينفض عن هدومه التراب
اقتربت منه وهم بالهروب ولكنه تراجع وبدا عليه الهدوء رغم انه فزع لما رآنى
قلت له هو انت اللى
قال أنا اللى ايه ، أنا كنت نائم
قلت له بحزم اخذت كم من الست انچى ؟
قال انچى مين
قلت له بص أنا لا يهمنى انچى ولا كلب انچى أنا عاوز أعرف اللى حصل ووعد منى مفيش حد حيعرف حاجة
قال بصراحة أنا اللى سرقت كلب انجى وخبيته فى المدرسة القديمة وجيت انام هنا زى كل يوم بالليل ابعت احد يجيب الحلان وارجع الكلب .. فجأة لقيت الست انچى بتدخل المقام وتعيط للشيخ علشان الكلب ، كلمتها على انى الشيخ وقلت لها : اتبرعى للشيخ بـ 500 جنيه وهو يقولك الكلب فين ،
قالت اهم 600 جنيه ، قلت لها ارميهم فى التابوت ، الكلب فى المدرسة القديمة ،
اللى صعبان عليا انى ضيعت عمرى فى سرقة الطيور
بعد أيام بدأ أبو الدهب فى توسيع المقام وحوله أهل القرية وربيع الحرامى يمسك بيده المسبحة ويرتدى جلبابه الأبيض وطاقية شبيكة ينصح المهندس بعدم تضييق التابوت وتوسيعه
كان ضياع كلب انچى حدثا فريدا فى قريتنا ، فقد أجل الحاج عويس فرح ابنه حتى يتم العثور على كلب انچى ، وهجر أصحاب المعاشات شجرتهم التى يلعبون تحتها الطاولة وذهبوا الى دوار فتوح أبو الدهب والد انچى المليونير الشهير الجواهرجى حاليا وقصاص الحمير سابقا ، لا أحد يعرف كيف هبطت عليه هذه الثروة ، والكل يعرف انه هرب من القرية منذ عشرين سنة عندما اتهم بسرقة حمار العمدة
... حتى الشباب الذين يتسكعون فى الطرقات ويجلسون فى حلقات السيجة تفرقوا للبحث عن كلب انچى
حتى مدير المدرسة أمر التلاميذ بالخروج للبحث عن كلب انچى
قال لنا مدير المدرسة سوف نذهب لتأدية واجب العزاء فى والد فتحى المسلوب علما بأنه رفض بالأمس ذهابنا لتشييع الجنازة ، فقال العمل أهم من الواجب
ولكن وجدنا مندرة المساليب خاوية ، فالكل ذهب الى دوار أبو الدهب لمواساته فى هذا الحدث الجلل
ذهبنا نحن أيضا لدوار أبو الدهب
كان الدوار مكتظ بالناس ، العمدة ، والمشايخ ، وأعيان البلد
استدعا أبو الدهب أحد العرافين ، فقال الكلب فى بئر عميق واذا لم يخرج من البئر قبل المغرب سوف يموت
انطلق الشباب بالتنقيب فى آبار القرية
قال لها أحد ( الطرقيين ) اذهبى الى مقام الشيخ ادريس دا بركة وكل اللى يقصده ينول مراده
وبالفعل ذهبت انچى الى مقام الشيخ ادريس وخلفها طوفان من البشر
دخلت المقام بمفردها وبعد لحظات خرجت وجهها مشرق مبتسمة وقالت الكلب موجود فى دورة المياه بالمدرسة القديمة الشيخ قالى كدة بنفسه
وتحرك الموكب بقيادة انچى الملاك الصغير كما أخبرنا الشيخ مرسى مدرس اللغة العربية بأن كلمة انچى فارسية معناها الملاك
وعادت انچى تحمل كلبها المدلل وقالت لابيها الكلب عاد بسبب بركة مقام الشيخ ادريس انت لازم يا دادى توسع المقام وتزرع حواليه جنينة
وافق الوالد وقام الشيخ ( الطرقى ) بالقاء خطبة عن فضل اولياء الله
قام المدير وتكلم عن كرامة الاولياء رغم انه بالامس كان يقول ان المقامات لبعض ائمة الشيعة فى العهد الفاطمى ، ثم أكمل : أنا وهيئة التدريس رايحين دلوقتى نشكر الشيخ ادريس نشيل ليه الفاتحة
وتوجهنا الى الشيخ ادريس وقرأنا الفاتحة ، ثم انصرف المدير ومن معه وبقيت أنا أقرأ فى اللوحة الرخام الموجودة فى جدار المقام
لفت انتباهى حركة داخل التابوت
تواريت خلف شجرة لبضع دقائق ثم خرج من التابوت ربيع حرامى الطيور ينفض عن هدومه التراب
اقتربت منه وهم بالهروب ولكنه تراجع وبدا عليه الهدوء رغم انه فزع لما رآنى
قلت له هو انت اللى
قال أنا اللى ايه ، أنا كنت نائم
قلت له بحزم اخذت كم من الست انچى ؟
قال انچى مين
قلت له بص أنا لا يهمنى انچى ولا كلب انچى أنا عاوز أعرف اللى حصل ووعد منى مفيش حد حيعرف حاجة
قال بصراحة أنا اللى سرقت كلب انجى وخبيته فى المدرسة القديمة وجيت انام هنا زى كل يوم بالليل ابعت احد يجيب الحلان وارجع الكلب .. فجأة لقيت الست انچى بتدخل المقام وتعيط للشيخ علشان الكلب ، كلمتها على انى الشيخ وقلت لها : اتبرعى للشيخ بـ 500 جنيه وهو يقولك الكلب فين ،
قالت اهم 600 جنيه ، قلت لها ارميهم فى التابوت ، الكلب فى المدرسة القديمة ،
اللى صعبان عليا انى ضيعت عمرى فى سرقة الطيور
بعد أيام بدأ أبو الدهب فى توسيع المقام وحوله أهل القرية وربيع الحرامى يمسك بيده المسبحة ويرتدى جلبابه الأبيض وطاقية شبيكة ينصح المهندس بعدم تضييق التابوت وتوسيعه
كتبها / حسين الوردانى..المنصورية
اسوان.مصر
اسوان.مصر
ليست هناك تعليقات