خريف العمر


 


خريف العمر
**********
قصة قصيرة
**********
بقلم // علية مصطفى خضر
*********************

تقابلا بلا موعد فلم تلتقي به منذ إفتراقهما من خمس وعشرين عاماً عندما كانا بالكلية
( قسم بيولوجي) وسقطت مغشيا عليها أثناء تشريح ( فأر صغير) بالمعمل، وتلقفها
( أسامة ) بين يديه فقد كان الأقرب لها قبل أن ترتطم رأسها بالأرض، وعندما أفاقت كانت عيناه بداية الشرارة، ونمو جنين الحب بقلبها.
ومذ لحظتها لم يفترقا، وتخرجا من الكلية، وإرتبطا بالزواج بأقل الإمكانات الموجودة
وفي مسكن أسرته المتواضع بالحي الشعبي، ولكنها الأقدار لم يرزقا بأطفال لأكثر من خمس سنوات، وإشتعلت الأسرة ناراً بتدخل ( حماتها ) فهي تريد أن تحمل طفلاً لإبنها الذكر الوحيد وسط البنات.
وكما يقولون ( الزن على الودان أمر من السحر) ظلت الأم تطالب ولدها بالزواج مرة ثانية حتى ينجب، ورغم حبه لها وعلمه أنها لا ذنب لها في ذلك إستجاب لأمه، وذهب إليها يستئذن منها بالزواج من أخرى.
ورفضت، وطلبت الإنفصال، وماتت قصة الحب الجميلة، وذهب كل منهما لحال سبيله .
وتزوج هو وتزوجت هي، ولكنه لم ينجب، وأنجبت هي توأم ولد وبنت.
ومرت الأيام بحلوها ومرها، ومات زوجها، وتزوج الأبناء، وقررت أن تشغل وقتها بالمرور على الجمعيات الخيرية لتقدم لهم يد المساعدة .
وتقابلا في إحدى هذه الجمعيات، وإستعادا الذكريات، وطلب منها إحياء حبهما، وتعويض مافات بالزواج مرة أخرى، فحبها ما زال قابعاً في قلبه، ولم يغادره رغم خريف العمر
ولم يمهلها وقتاً للتفكير، واصطحبها من يدها ليذهبا لعقد قرانهما.
ولكنها لم تذهب معه بل ودعته شاكرة له وأد حبه في قلبها ليخلق حباً جديداً من رحمها حب ولديها، وقرة عينها
** علية خضر**

ليست هناك تعليقات