♠ ♠ ♠ العناد ♠ ♠ ♠



 

د/ محمد موسى
 القصة القصيرة
  العناد
  قد يغفل الأباء أن تربية الأباء هي المستقبل ، ويظن البعض رغم العلم أن بعض الظن أثم ، أن الإكتفاء بتوفير الحياة المادية للأبناء توفر لهم مستقبل جميل ، وينسوا أن إعداد الأبناء لمستقبل تتغير فيه الأحوال ، حيث يصبحوا بلا أب وبلا أم ، ويصبح دور الأب والأم هو سعيهم لتربية الأبناء وجعلهم يرتبطوا معاً بالحب قبل أي شئ آخر ، هذه مقدمة لقصتنا اليوم ، حيث بدء الأب حياته بشراء دكان صغير لبيع السلع الغذائية البسيطة ، وظل يتوسع وجمع من الأولاد ثلاثة ذكور وبنتان ، وتوسع الرجل حتى فتح سوبر ماركت وتفرق الأولاد في التعليم منهم من أكمل ، ومنهم من بقى مع الأب يعمل في السوبر ماركت، ورحل الأب كما سوف يرحل الجميع ، وبقى الأباء الذين لم يتفقوا أبداً على شئ إلا الخلاف فقط ، والغريب أن العناد دخل بينهم فلم يفلح معهم دعوات التصالح ، حتى أن العناد بلغ بينهم إلي غلق السوبر ماركت رغم حاجة بعض اخواتهم للعمل فيه والإنفاق على بيوتهم ، ويتم غلقه على ما فيه من مواد غذائية قابلة للتلف ، وفقط يفتح السوبر ماركت لكي تلقى الجبن والمواد الأخرة في سلة المهملات ، ولا يرضيهم أن يعطعوا هذه المواد الي الأخوه الفقراء منهم ، ويصبح السؤال الأن ، من المسئول عن سيادة هذه الروح داخل هذه النفوس المريضة بداء العناد ، ولا إجابه إلا أن الأباء لم يزرعوا الحب والأخوه داخل هؤلاء الأبناء.
ا.د/ محمد موسى

ليست هناك تعليقات