شرح الحديث العاشر من أحاديث الأربعين النووية بحول الله وقوته



 بقلم د// ليالي الرسول
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته احبتي في الله
شرح الحديث العاشر من أحاديث الأربعين النووية بحول الله وقوته
للشيخ محمد صالح العثيمين غفر الله له ولنا وجزاه عنا خير الجزاء
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله
:« إنَّ الله طيبٌّ لا يقبل إلا طيباً، وإنَّ الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين،
فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا﴾ [المؤمنون:51]،
وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾ [البقرة:172]، ثم ذكر الرجل يطيل السَّفرَ أشعث أغبر يمدُّ يديه إلى السماء يا ربُّ يا ربُّ، ومطعمه حرامٌ، ومشربه حرامٌ، وملبسه حرامٌ، وغُذي بالحرام، فأنى يُستجابُ له» رواه مسلم.
الشرح
هذا الحديث من الأحاديث التي عليها قواعد الإسلام ومباني الأحكام، وعليه العمدة في تناول الحلال وتجنب الحرام، وما أعم نفعه وأعظمه في إيجاد المجتمع المؤمن الذي يحبُّ فيه الفرد لأخيه ما يحب لنفسه، ويكره لأخيه ما يكره لنفسه، ويقف عند حدود الشرع مكتفياً بالحلال المبارك الطيب، فيحيا هو وغيره في طمأنينة ورخاء.
إن قول النبي « إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً» يشمل الأعمال والأموال والأقوال والاعتقادات:
فهو سبحانه وتعالى لا يقبل من الأعمال إلا ما كان طيباً طاهر اً من المفسدات كلها كالرياء والعجب.
ولا يقبل من الأموال إلا ما كان طيباً حلالاً، فقد حث على الصدقة من الكسب الحلال الطيب وقال: «ولا يقبل الله إلا طيباً» أي لا يقبل الله من الصدقات إلا ما كان طيباً حلالاً.
ولا يصعد إليه من الكلام إلا ما كان طيباً، قال الله تعالى: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾ [فاطر:10]،
وقسم الله تعالى الكلام إلى طيب وخبيث، فقال سبحانه: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ﴾ [إبراهيم:24] ﴿وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ﴾ [إبراهيم:26].
ولا يفوز عنده عز وجل إلا المؤمنون الطيبون، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ﴾ [النحل:32]، ويسلم الملائكة عليهم عند دخولهم الجنة ويقولون ﴿سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ﴾ [الزمر:73].
إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً» - : « وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا﴾ وقال تعالى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾.
ومعنى هذا: أن الرسل وأممهم مأمورون بالأكل من الطيبات التي هي الحلال وبالعمل الصالح، فما كان الأكل حلالاً فالعمل صالح، فإذا كان الأكل غير حلال فكيف يكون العمل مقبولاً
قد يفيد نفي القبول في بعض الأحاديث النبي نفي الصحة، ومثاله حديث « لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ ». فالقبول هنا هو ترتب الغرض المطلوب من الصلاة على الطهارة ويراد به سقوط الفرض من الذمة

ثم أن رسول الله ذكر الرجل الذي يأكل الحرام انه تبعد إجابة دعائه وان وجدت منه أسباب الإجابة يطيل السفر أشعت أغبر يمد يديه إلى السماء " يا رب، يا رب ، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسة حرام، وغذي بالحرام، فإني يستجاب لذلك " وهي :
الأولى: بأنه يطيل السفر، والسفر مظنة الإجابة أي إجابة الداعي .
الثانية : انه أشعث أغبر، والله تعالى عند المنكسرة قلوبهم من أجله وهو ينظر إلى عباده يوم عرفه، ويقول " أتوني شعثاً غبراً " وهذا من الأسباب الإجابة أيضا .
الثالثة : أنه يمد يديه إلى السماء، ومد اليدين إلى السماء من أسباب الإجابة، فإن الله سبحانه وتعالى يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفرا .
الرابعة : دعاءه إياه " يا رب، يا رب " وهذا يتوسل إلى الله بربوبيته، وهو من أسباب الإجابة ولكنه لا تجاب دعوته؛ لأن مطعمه حرام، وملبسه حرام، و غذي بالحرام، فاستبعد النبي صلى الله عليه وسلم أن تجاب دعوته، وقال " فأنى يستجاب لذلك "
أوصيكم بحفظ بحديث
اللهم أني احتسب عملي هذا لوجهك الكريم فتقبله مني وممن اقدم عليه بإحسان الى يوم الدين
اسأل الله ان يختم بالصالحات اعمالنا
اختكم في الله .. ليالِ الرسول

ليست هناك تعليقات