الفراعنة والتناسخ الروحى

صورة ‏‎Tarek Radwan‎‏.
 د. طـــارق رضــــوان  //  يكتب  

المقـــال الثـــالــث
الفراعنة والتناسخ الروحى
بقلم د. طـــارق رضــــوان
تحدثت مع حضراتكم عبر مقالين سابقين عن تناسخ الأرواح وأوردت وجهة نظر المؤيدين لهذه العقيدة وما يستندوا اليه من الكتب السماوية وظواهر اجتماعية . ومرارا وتكرار أوضح لحضراتكم أنى محايد فى كتاباتى دائما فلا انحاز الى أى وجهة نظر للمؤيدين أو المعارضين من السادة الباحثين والكتاب ممن سبقونى وتحدثوا عن نفسى موضوعى . وموضوعنا عن تناسخ الأرواح هو موضوع له قداسة خاصة عبر كل الأديان حيث أن الله أختص أمر الروح ومعرفتها لنفسه وحولها أسرار كثيرة لم يظهر منها الا القليل. اليوم نتحدث عن هذه العقيدة عند الفراعنة وديانات فرعية. بالاضافه لبعض التساؤلات او الظواهر الملفتة للنظر.
الفراعنة: كان الفراعنة أول من آمن بالتقمص, وبرهان ذلك كان في طريقة دفن أمواتهم. فالفراعنة دفنوا الأموات ووضعوا بجانبها كل إحتياجات المتوفي من المأكل والمشرب والأدوات الشخصية حتى أنهم وضعوا تماثيل لخدامهم بإعتقادهم بأنه عند عودة الروح للمتوفي سيجد الجميع بإنتظاره لخدمته. وكانوا يرسمون وجه الشخص المتوفي على التابوت بهدف تعرف الروح على جسدها لكي لا تلتصق بجسد أخرى.
الرومان واليونانيين: وهذا الأمر ينطبق على كتابات أفلاطون وأرسطو وسقراط وأفلاطين وغيرهم من الذين آمنوا في عملية تناسخ الأرواح وكتبوا عنها أيضاً بصورة موسعة.
الهنود والهندوس والبوذيون: وبعض الديانات الأخرى المنتشرة في الهند والصين والشرق الأقصى وهذه الديانات ئؤمن حتى يومنا هذا بالتقمص أو بتناسخ الأرواح ليس مع الإنسان فقط ولكن مع الحيوانات والنباتات أيضاً أي تؤمن أيضاً بالفسخ والرسخ المسخ.
الهنود الحمر في الأمريكتين: هم أيضاً يؤمنون بالتناسخ أو التقمص وحتى يومنا هذا يمجدون أرواح الآباء والأجداد ويقدسونها في مناسبات عدة وأكثر ما يؤمنون بالتناسخ أو المسخ مع الطيور الجارحة.
شعوب أخرى وقبائل متعددة موجودة مثل قبائل "التلينجيت" في ألاسكا, وقبائل "التّسميسيان" و"الأنكا" في أمريكا الجنوبية وأيضاً قبائل كثيرة في أستراليا وأفريقيا تؤمن بالتقمص وبتناسخ الأرواح وكل على طريقتها. هؤلاء كلهم بالإضافة إلى الطوائف الإسلامية المذكورة أعلاه وطائفة الموحدين الدروز في الشرق الاوسط التي تؤمن بالتقمص والتناسخ من بين أنواع التقمص. والتقمص بالنسبة لطائفة الموحدين الدروز هو أحد ركائز العقيدة أو المذهب التوحيدي الدرزي حسب ما ورد في عدّة مراجع من أهمها كتاب "الحياة بعد الموت" لنايف زهر الدين وأيضاً كتاب "التقمص" للقاضي أمين طليع اللبنانيين.
أنواع التقمص: حسب الديانة الهندوسية والبوذية والشرقية يشكل عام هناك 4 أنواع أو حالات من التقمص والتي سأذكرها لاحقاً. بينما من يؤمنون بالتقمص من الديانات الإلهية يؤمنون فقط بنوع واحد من التقنص وهو بالتناسخ:
النسخ هو التقمص وهو إنتقال النفس أو الروح من إنسان إلى آخر. ( وهذا ما يؤمن به أبناء الديانات السماوية).
المسخ إنتقال النفس البشرية إلى جسد حيوان.
الرسخ من الجسد البشري إلى جماد !!!!!
الفسخ وهو إنتقال الروح من الجسد إلى نبات !!!!!
ولكن حسب الديانات
بعد أن قمت بالشرح عن التقمص أود طرح بعض الاسئلة والتي يمكن أن تُطرح من قبل القراء الأعزاء, والإجابة عليها لتبسيط الموضوع أكثر:
سؤال وموضوع يمكن أن يطرح هو : متى تتم إنتقال أو نسخ الروح من شخص لشخص؟ وفي هذا السؤال عدّة أجوبة ففي بعض المذاهب أو الديانات هناك من يقول بأن الروح تنتقل في نفس لحظة الوفاة, ومذاهب وآراء أخرى تقول بأن الروح ترجع إلى خالقها لعملية تهذيبها وتنقيتها من كل الشوائب وبعدها ترسل إلى جسم آخر نقية صافية ومطهّرة. لذا يمكن أن تمكث الروح أيام أو أشهر أو ربما عشرات السنين قبل تناسخها أو رجوعها إلى جسم آخر لأن الزمن الروحاني مختلف كل الإختلاف عن الزمن المادي الذي نحيا ونعيش به. وبالنسبة للزمن المادي والروحاني ذكر هذا الموضوع في الإنجيل المقدس في " رؤيا يوحنا " .
وسؤال آخر يمكن طرحه وهو, كم مرّة ممكن أن تنتقل الروح من جسد إلى آخر أو عدد التقمصات؟ القاعدة تقول بأن عدد التقمصات لا نهاية لها, الله يرسل الروح في جسم الإنسان لهدف معين وتمر في سبعة دورات متكاملة في نفس المرحلة وبعد أن تكتمل هذه الدورات تنتقل إلى دورة أو مرحلة أخرى من سبعة مراحل أخرى ولهدف آخر. لذا فإن عدد التناسخ هو عدد لا نهاية له.
وسؤال آخر ومهم, هل النفوس في تزايد أم أن عدد النفوس في الكون ثابت؟ وهنا يتعلق الأمر من نسأل. فهناك طوائف تقول بأن الله سبحانه وتعالى خلق النفوس منذ الخليقة في يوم واحد وبعدد كامل لا يزيد ولا ينقص. وهناك رأي آخر يقول بأن النفوس واحدة ولكن الروح تتجزأ إلى أجزاء ومن هنا يكون التكاثر في عدد الأشخاص بالعالم. (حسب الأبحاث الأخيرة والتوقعات الإحصائية يُقال بأن عدد سكان العالم منذ الخليقة وحتى يومنا هذا بلغ 83 مليار نسمة!!!).
لنرجع إلى المقولة الأولى وهي بأن العالم لا يزيد ولا ينقص. بهذه النظرية تؤمن العديد من الطوائف والتفسير لها بأن الله خلق الأرض وأوجد عليها البشر والكائنات وخلق أيضاً كواكب أخرى وعليها أيضاً الملايين من الأرواح, لذلك فعملية التقمص تتم بين هذه الكواكب وعليه فلا زيادة ولا نقصان في العالم ككل. وكلما إزداد عدد الأشخاص على الكرة الأرضية قل العدد في أماكن وكواكب أخرى أو بالعكس.
المقولة الثانية تقول, بأن الله خلق في العالم والكون 613 نفس أو روح لا غير ومن هذه النفوس تتجزأ وتنبثق الأرواح مثل الشرارة, فكل نفس يمكن أن تخلق العشرات بل الآلاف والملايين من الأرواح وعليه فإن العالم في تزايد مستمر ولا نهاية له من حيث عدد قاطنيه. وهذه النظرية تقول وتؤكد أيضاً وجود كواكب أخرى في مجموعتنا الشمسية أو المجموعات الشمسية الأخرى والتي يمكن أن تنتقل الروح فيما بينها أي التقمص.

ليست هناك تعليقات