إسم الله الخبير

صورة ‏‎Azza Abd El Naeim‎‏.


عزة عبدالنعيم  //   تكتب    

الخبير
ورد إسم الله الخبير في القرآن الكريم في مثل قوله تعالى :
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (1) سبأ
الخبير في اللغة مشتق من الخبرة ، و الخبرة أبلغ من العلم ، لأنها علم و زيادة ، و فعله خبرت بالأمر ، أي علمته ، و خبرت الأمر أخبره إذا عرفته علي حقيقته ، و الخبير بالشيء من علمه .. بكسر اللام .. ، و قام بمعالجته و بيانه و تجربته و إمتحانه ، فأحاط بتفاصيله الدقيقة .
و الخبير سبحانه و تعالي هو العالم .. فتح العين و كسر اللام .. بما كان ، و ما هو كائن ، و ما سيكون ، و لا يخفي عليه شيء في الأرض . و لا في السماء ، و لا يتحرك متحرك ، و لا يسكن إلا بعلمه ، و له جنود السماوات والأرض يخبرونه بالوقائع ، مع علمه بالأشياء قبل إخبار الملائكة عنها ، و بعد الإخبار عنها ، و هو العالم بدقائق الأعمال ؛ بحجمها ، و تفاصيلها ، و بواعثها ، و أهدافها ، و مقاصدها ، و خلفياتها ، و جزيئاتها ، هو ذو الحكمة البالغة في الإختبار و المصائب ، و العليم بما يصلح كل إنسان بالفقر و الغني و غيرهما ، و خبرته بدون تجربة و لا واسطة ، ذاتية أزلية ، كاملة لا يتطرق إليها نقص بحال ، و تظهر خبرته في الصنعة المتقنة في كل شيء ، و في الإنسان أكبر دليل .

و تخلق العبد بموجب هذا الإسم يقتضي الإعتماد علي إختيار الله في كل صغيرة و كبيرة من أمره ، و التسليم المطلق لله تعالي طالما آمن بأن الله هو الخبير ، و معاينة حكمة الله تعالي في العطاء و المنع ، و الرضا بحكمه و قانونه دون غيره ، و ألا ينازع الله في تدبيره ، و شرعه ، أو قضائه و قدره ، و تكون همته في إقامة حدوده ، و إلتزام حقه عليه ، و أن لا يستصعب أمرا مادام الخبير هو المدبر ، و أن يعلم أنه مكشوف أمام الخبير ، لا تخفي عليه منه خافية ، و أن يكون خبيرا بأحواله، و خواطره ، و قلبه ، و إيمانه ، و وساوسه ، و إلهامات الملائكة .
اللهم يا ربنا الخبير ... نسألك صدق العبودية لك و حسن التخلق بمعاني إسمك الخبير

عزة عبدالنعيم

ليست هناك تعليقات