سفر الأيام


 


بقلمي الأديب د. رسمي خير ...من كتاب سفر الأيام
سفر الأيام
.... بعد حرب سبعة وستون ...وبعد ازالة ما كان من أسلاك على الحدود
أصبح الوصول الى الأصول سهل العبور
قررت العودة الى قريتي قرب يافا
وأثناء سيري بدأـت تداعبني الذكريات
احساس غريب يشدني وتساؤلات كثيرة هل بقي المكان كما كان ؟؟؟
أنتابني خوف شديد وعلى مشارف قريتي
بدأت أتستنشق عطرها الفواح من بساتين الليمون والبرتقال
استحضرني الماضي الجميل وذهبت مع خيالي
وبدأت أرسم صورة كأن المكان لم يغب عن ناظري يوما
قادتني أقدامي الى نقطة المنتصف ألا هو مسجد القرية
أسرعت الى جدرانه وقبلت حجارته وصليت ركعتين في باحته
على تراب كأني تاركه في صلاة صبحي
انهمرت الدموع من عيني وأطلت سجودي
وعلى ظلال أشجار شامخة في السماء
روتها قطرات الندى في كل صباح
ناظرت واذا في الافق البعيد شجرة الجميز صامدة في مكانها
بدأت أسابق الريح للوصول اليها
لم أستطيع الجلوس تحت ظلالها تسمرت أقدامي أناظر ما حولي
وبدأت أكلم نفسي
أين أبو أحمد وأبو غسان ...أين أبو جميل
وهو يغني التابا والموال ...أين الصبايا على النبعات واردات
أين جميلة الجميلات ابنة عمي قضت نحبها وكان مرقدها هنا
جلست بين حديقتها الغناء
يزينها أزهار الدحنون والزعفران
أين أنت مني اليوم اشتقت اليك يا جرح الفؤاد
ها أنا أتيت ولم ينسيني الزمان ولا البعد عن المكان
تبسمي يا نور عيني في الظلام
انني هنا باق لن أغادر طاب لي هنا المقام
وبقربك يحلو المنام
اني أسمع طيور السماء تنشد معي لحن البقاء
هذه أرضي وهنا كان مولدي وهذه قرة عيني
فروحي لا يملكها أحد سواك
أناجيك اليوم يا رب وكلي رجاء
روحي تهيم هنا ما أجمل المكان
انها جنتك يا رحمان دعني أرقد هنا بسلام
بقرب الحبيبة بآمان
لأعود اليك يوم البعث من هنا
من وطن المحبة والسلام
مع الصحابة الكرام
............................................
بقلمي الأديب د. رسمي خير ...من كتاب سفر الأيام

ليست هناك تعليقات