لُغَةُ البَحْر


 


بقلمي : اسماعيل محمد العمرو

لُغَةُ البَحْر
=====
لسان البحر موج
والبحر لم يغادر
وساحل الارض منصت
لصوت يعلو ويخفت
وتارة هادر
ليست كل السواحل
تحلل وتفهم
ماذا يقول لها البحر
عبر موجاته
وخلجاته
------------
بينما كنت في زيارة
لارض صلى بها كل الانبياء
عرج منها سيدهم الى السماء
فهي الوحيدة في كوكبنا
مرتكز ، بين الارض
والسماء
محطة الإسراء
تركت عاصمة الارض ودرتها
القبة الصفراء
وتوجهت غربا
متأملا بحرا اسمه ابيض
ولكنه يعكس لون السماء
جلست ، وقفت ، تأملت
عرفت بان البحر يبعث
رسائلا ....
يكاد ينطق بلغة
يحملها الموج لي
تصل الموجة لقدميّ تدغدغها
وتغسلها وتقول لي هل وصلت ؟
اين من رحلوا عن هذه الشواطيء ؟
اين من كنت اداعبهم
أحبهم ؟
أكتم اسرارهم
اشهد ميلاد حبهم
وزواجهم
اداعب اطفالهم اذا ما كبروا ؟
اين هم ؟ اخبرني عن حالهم ...؟
سرحت نظري خجلاً مما ارى
من نساء عاريات سابحات
او مستلقيات على الرمل
قادمات من كل منافي الارض
واهل الارض قد رحلوا
وسكنوا خياما مقطعة في معازل
ومنافي وكانهم قد اصابهم جرب !
------
ولا زال الموج يحدثني
ويسألني عن حال من من هنا رحلوا
قد استانس حين رآني وحيدا
البس زياً عربياً..
وفي صدري قلبا عربيا خفاق
وما درى بدمع العين
قد اختلط برذاذ الموج
وكل منها ملحي المذاق
مسحت دمعي
وودعت البحر بقبلة على الرمل
وظل الموج من ورائي
يناديني
تعال .. تعال ..
...........
وظلَّ يغسل الرمل يقبله
مستجديا ان اعود اليه
مع من رحلوا ...!!
وما درى البحر ما حلّ بأمتنا
وأوطاننا من ضياع وخراب
وأننا نجيد الهروب والذهاب
وهيهات هيهات الاياب !!!!
--------------
‫#‏تأملاتي‬ على شاطئ البحر
بقلمي : اسماعيل محمد العمرو
الرياض

ليست هناك تعليقات