يا شباب العرب سبحوا



يا شباب العرب سبحوا 
بإسم الله كبروا بسم الله
الله أكبر الله أكبر
وإحمدوه علي نعمه وفضله
فمن بغضها ربي بلعنته إبتلاه
ومن شكره وأتم رضاه
كتبت له الفردوس جنة لا محال
وضعت علي صدري يدي مبادرا
فقالوا محبا للعناق يشير
فقلت وما لي بالعناق وإنما
تداركت قلبي حين كاد يطير
ورجوت عيني أن تكف دمعها
يوم الوداع نشدتها لا تدمعي
أغمضتها كي لا تفيض فأمطرت
أيقنت أني لست أملك مدمعي
ورأيت حلما أنني ودعتهم فبكيت
من ألم الحنين وهم معي
صعب علي أن أودع زائر
وكيف الذي حملتهم بين أضلعي
والآن سأسرد إليكم قصة
عن سوريا بلد الأوطان شهيد
قلبي عاجز عنها يحكي
أو يكتب بإيدي حتي الأشعار
في كل جسم ماليه رصاص
وحكامنا رافضين القصاص
طلعت أطرخ وبنادي بعلو صوتي
ويادوب من فزعي ولهفتي 
رميت علي راسي حجابي
ولادي فين ؟ ولادي فين ؟
طب فين أصغرهم أبو سنتين
كان لما بيضحك بشوف
علي خدوده غمازتين مرسومين
مش قادرة أميز ملامحهم
من لون الدم وتهت ف معالمهم
طب أصرخ ليه ؟ واعيط ليه ؟
ومين ممكن يسمعني
أو مين يعني راح يهتم
ولادي فين ؟ ولادي فين ؟
فين إبني أبو ثلاث سنين
أنا وهو كنا لسة إمبارح
مع بعض سوا قاعدين
شافني باكل بالشمال
قالي حرام يا أمي مينفعش
سمي الله وكلي باليمين
مش فاضل منه غير قماشة 
وحتت لحم ودم متقسمين
فين ضمير البنقادمين
أشكي لمين وأحكي لمين
بيقولوا بنحس وهم كذابين
طب قولولي يا بشر ذنبه إيه ابني
أبو سنتين أو ثلاث سنين
يا عالم يا جشعة ياللي
ضميركم مات وخلاكم
ماليين حواليكم المكان بجثث
أطفال شيوخ ورجالة وحريم ميتين
حتي الحيوانات منكم
وقسوتكم ولا كانوا محرومين
عايزنا نسكت ونقول عايشين
وشوارعنا مليانة بموتي ومجروحين
وحياة اللي خلقنا ما احنا ساكتين
لينا رب اسمه الكريم وليه عليكم داعيين
عديت علي بيت جنبي
كان فيه ليا جران ساكنين
ملقتش غير تراب ودم
وأكوام لحم ف كل حتة مرميين
قلتلهم يا أهل الدار
بنادي وهم ساكتين
يا أهل الدار يا أهل الدار
خلاص فهمت إنكم مستشهدين
لو حد يسمعني خدوكم مني
وخدوا عيالي من حضني
ولا سابوا حد فيهم حتي يودعني
بصيت في عيون إبني إمبارح
زي ما يكون قلبي حاسس
إنه رايح خلاص ومش راجع
زي المجنونة بجري وأجري
وسط بحر كله جثث ودم
أشهد ولادي طب مفيش ولاد
طب أرض بلدي ما دمروا البلاد
سابوني بهاتي وبصرخ عذاب
إشهدي يا أرض إشهد يا دم
إشهدي يا سماء إشهد يا وطن
مش هقول غير كلمة منها المفر
(بقلمى/جهاد اشرف)

ليست هناك تعليقات